: كشف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عن أن الرئيس السوري بشار الأسد يحشد أسلحته في المناطق العلوية. وقال خدام في حديث لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «إنّ الأسد يقوم بمحاولة تطبيق خطة لتقسيم البلاد، ويقوم وعائلته بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم»، مشيرا إلى أنه «تم نقل الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية بكاملها، وأنّ الأسد خطط أيضا لإرسال مقاتلات جوية إلى مطار اللاذقية، ونقل قسما من الدبابات والمدافع لأن النظام بحاجة للاحتفاظ ببعضها لقمع المتظاهرين في المدن». وأكد أن السلطات السورية بدأت بنقل الأسلحة والمعدات الثقيلة من الشوارع إلى الساحل وإخفائها خلف التلال والمرتفعات. ولفت خدام إلى أن الأسد يطبق اليوم خطة تهدف إلى إثارة حرب طائفية، وأن القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا والتي من شأنها تدمير البلاد. وقال: «منذ شهر أسرّ الأسد إلى أحد حلفائه اللبنانيين بنيته إقامة دولة علوية يمكن أن يشن انطلاقا منها حربا أهلية وطائفية». وفي الإطار نفسه، أكّد خالد كمال، عضو المجلس الوطني، من اللاذقية، ما أعلن عنه عبد الحليم خدام، وقال ل«الشرق الأوسط»: «منذ اليوم الأوّل لاندلاع الثورة، بدأ نظام الأسد بال(التسليح الطائفي المجاني) وذلك عن طريق مخاتير المناطق، إذ كان يوزّع على كلّ عائلة سلاحا بحجّة الدفاع عن النفس. لكن الأمر تزايد كثيرا في المرحلة الأخيرة، إذ صار التوزيع يشمل الأسلحة الثقيلة والمتطوّرة، منها ما هو مجاني ومنها ما يتمّ شراؤه. كما أنّ جزءا من هذه الأسلحة دخل عن طريق لبنان من حزب الله، إضافة إلى ما يقدّم من دعم روسي». ويلفت كمال إلى أنّ 75 في المائة من السوريين العلويين يتمركزون بشكل رئيسي في ما يطلق عليها تسمية «الجبال العلوية في الساحل السوري» الذي يشمل، محافظتي طرطوس واللاذقية، وأهمها مناطق، طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية وصلنفة. مع العلم أن هؤلاء العلويين يشكلون نسبة 40 في المائة من إجمالي سكان هذه المناطق فيما يشكّل السنّة نسبة 60 في المائة. ويضيف: «لذا فإن حاول الأسد وعائلته أنّ يقيم دولة علوية فهذا الأمر لن يكون سهلا، وسيولّد حربا مذهبية توقع خلفها مجازر كبيرة. وإن اختار أنّ يتحصّن هو وعائلته في منطقة سورية معينة فسيختار بالتأكيد بلدته القرداحة على غرار ما قام به الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي، لكنّ الأسد أجبن من أن يقوم بهذا الأمر، ولن يكون في مأمن حتى في بلدته، لأنّه ليس كل العلويين من مؤيديه وعدد كبير منهم يؤكّدون لنا: (ظلمنا من الأسد أكثر مما ظلم الآخرون)، وهو بالتالي لن يكون أمامه إلا الهرب إلى أي دولة أوروبية قد تستقبله». وأكّد كمال أنّ النظام يقوم بحرب طائفية نفسية عبر تحريض الطائفة العلوية ضدّ الطائفة السنية وذلك من خلال توزيع «فيديوهات» خاصة لبعض الشيوخ متسلحّين بحجّة أنّ السنة سيذبحون الشيعة وبالتالي لا بدّ من التصدي لهم. وكان خدام قد أشار إلى أن العلويين يشكلون 8 في المائة من الشعب السوري، لكن ليس كل العلويين يدعمون نظام بشار الأسد، لافتا إلى أن المناطق العلوية تغادر الجنوب الغربي وتتجه نحو حمص وتصعد نحو حماة ومدينة اللاذقية على الساحل. وأضاف: «الأسد لا يريد الهرب ورفض كل الفرص العربية، ولا يبقى أمامه إلا زعزعة استقرار سوريا وتقسيمها». وأعرب خدام عن اعتقاده أن هذا المخطط لن ينجح لأن الشعب السوري سيدافع عن وحدته وبقاء سوريا موحدة لكنه تخوف من أن ذلك قد يؤدي إلى إيجاد تنظيمات راديكالية إرهابية تدخل على الخط. لافتا إلى أنّ بشار الأسد يملك كثيرا من المخابئ في أسفل الأرض حيث يتمكّن من الاختباء فيها هو وأسرته. /fb: like twitter