طالب عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي المجتمع الدولي بتزويد الثوار بالسلاح، مؤكدا أن الكتائب المقاتلة في سورية لا تحتاج إلى الرجال بقدر ما تحتاج إلى السلاح. موضحا أن عدد المقاتلين ضد نظام الأسد بلغ ما يقارب 100 ألف شخص في كل المناطق السورية. ورأى الشيشكلي الذي يتنقل بين محافظتي إدلب وحلب في الأراضي السورية وتركيا، في حوار مع «عكاظ» أن المعارضة السورية قادرة على إدارة شؤون المناطق المحررة، مبينا أن الناس في هذه المناطق ألفوا الحياة بدون نظام الأسد، وهم أصلا يديرون حتى شؤون الإغاثة للفارين من الحرب. واستبعد نشوب أي صدام بين المسلحين الأكراد والجيش السوري الحر، لافتا إلى أن هدف الأكراد حماية مناطقهم من أية توترات أمنية، أما الجيش الحر فهدفه الوحيد الآن إسقاط النظام وحسب... فإلى نص الحوار: بات السلاح الحديث المسيطر على الأزمة السورية .. هل أصبح العنصر الحاسم في الثورة؟ بالطبع.. الثورة الآن في سورية وصلت إلى قناعة أن النظام الأسدي لن يذهب إلا بقوة السلاح، بل إن الكل في سورية يدرك هذه المسألة، خصوصا أن الشعب السوري بكل أطيافه وفئاته العمرية وصل إلى قناعة « لا.. للعودة إلى الوراء».. والدليل على ذلك أنني رأيت أن الثوار أصبحوا أكثر من السلاح الموجود على الأرض، فهناك نقص كبير في هذه الناحية. من أين يحصل الثوار على السلاح؟ أكثر سلاح الثوار من النظام ذاته، إذ باتت العمليات النوعية ضد مواقع النظام هي الوسيلة الأكثر جدوى في الحصول على السلاح، كما أن هناك الكثير من رجال الأعمال السوريين يمولون الثوار. فضلا عن بعض رجال الأعمال العرب، إلا أن الثوار في تزايد يوما بعد يوم، والأموال المتوفرة لا تفي بالحاجة الكاملة للسلاح. من خلال مشاهداتك في مناطق توزع الجيش الحر.. كم تقدر عددهم؟ الشباب يتوافدون بكثرة على الجيش الحر وغيره من الكتائب المقاتلة، ومعظمهم جامعيون بدرجة تعليم عالية أدركوا ضرورة التخلص من حكم الطاغية بشار الأسد، وحقيقة ما من رقم محدد، لكن يمكن القول إنهم حتى الآن يقاربون 100 ألف مقاتل، لكنهم ليسوا جميعا مسلحين. أنت من القلائل في المجلس الوطني الذين زاروا الأراضي السورية.. هل ترى إمكانية إدارة المناطق المحررة؟ دعني أؤكد لك أن الناس في المناطق المحررة في ريف إدلب وحلب وغيرهما من المناطق تأقلموا مع غياب النظام، فهم يسيرون حياتهم الطبيعية بأنفسهم، وهناك مناطق واسعة في الريف باتت خالية من أي وجود للنظام وهي تحت السيطرة التامة للجيش الحر، وكل الخدمات وأعمال الإغاثة وتأمين اللاجئين تتم بصورة منظمة. فالسوريون قادرون بالفعل على إدارة المناطق المحررة، دون اضطرابات أو أية هواجس أمنية. يخشى البعض من وصول مقاتلين متطرفين من الخارج إلى داخل سورية؟ هذه الفئة قليلة جدا في الكتائب المقاتلة، وليس لهم أية نسبة تذكر، وأنا أجريت زيارات إلى عدد من الكتائب وكل رسائلهم إلى من يأتي من الخارج يقولون: نحن بحاجة إلى السلاح وليس إلى الرجال.. الثوار يفوقون السلاح. مازالت معركة حلب مستمرة.. ويخشى البعض انهيار قوة الثوار وتدمير حلب بشكل هادئ؟ صحيح أن النظام يدمر حلب بشكل يومي، وبشكل هادئ ومنظم، لكنه رغم ذلك وبعد مرور شهرين لم يستطع الحسم، رغم الطائرات والمدفعية والبراميل المتفجرة، وهذا يعكس حقيقة قوة الثوار على الأرض.. تصور أن الشعب السوري يقاتل روسيا والصين وإيران وحزب الله.فهل تتوقع من هذا الشعب أن ينهار.. لو اقتصرت المواجهة على الأسد وشبيحته لانتهى أمره منذ فترة.. لوحظ أن النظام سلم بعض المناطق في الشمال إلى مسلحين حزب العمال الكردستاني.. ألا يشكل هذا خطرا على وحدة سورية؟ صحيح أن النظام السوري سلم بعض المناطق الشمالية للأكراد لإشعال الفتنة مع العرب، لكن الشعب السوري أكد تماسكه ووعيه لما يخطط له النظام. وأنا شخصيا مررت بالكثير من الحواجز الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني ( pyd ) ولم أجد منهم أي نوازع كراهية، أو رغبة في المواجهة مع الجيش الحر. لكن البعض يرى بوادر صدام بين الجيش الحر ومسلحي الكردستاني؟ هدف الجيش الحر إسقاط نظام الأسد، ولسنا معنيين بأي صراع الآن إلا الصراع مع الطاغية ونظامه المجرم. في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك .. نرى بعض المبادرات السياسية للحل .. هل مازلتم تعولون على المساعي الدولية؟ أقول بوضوح.. وهذا رأي معظم الشعب السوري: «لا يمكن الحديث عن أية عملية سياسية بوجود الأسد.. رحيل الأسد شرط أي عملية سياسية.. فلا حوار مع القاتل والشعب قرر الموت من أجل إزاحة الأسد.. وأنا لمست بنفسي مدى الاستعداد للتضحية من أجل إسقاط النظام.. صحيح أن الناس هنا يواجهون الطائرات والصواريخ.. لكنني لمست فيهم قدرا كبيرا من العزم على إسقاط النظام، وخوض المعركة حتى النهاية.