تجددت الاشتباكات في احياء في جنوب وغرب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وتحدث معارضون عن انفجارات في مرأب القصر العدلي في المرجة وسط دمشق وعن اشتباكات في محيط مطار المزة العسكري انتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما استمر القصف والعمليات العسكرية على احياء في مدينة حلب شمال سورية ومدينة تلبيسة في ريف حمص وحي الخالدية في حمص ودير الزور، وتحدثت تقارير عن هدم عشرات المنازل بقصف جوي في إدلب. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 91 قتيلاً سقطوا في اشتباكات امس. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري (غرب) وانتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم (جنوب) على طريق درعا - دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الاسود (جنوب). وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة. وأفاد ناشطون ان الاشتباكات اندلعت اثر هجوم للجيش السوري الحر على مواقع للقوات النظامية على اوتوستراد درعا. ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان دمشق ب «الساخنة»، مشيرة الى ان «اصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ». وأضافت ان «الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة». وامتد القصف والاشتباكات الى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب. وقال المرصد السوري ان «القوات النظامية سيطرت على مدينة التل» التي شهدت خلال الايام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيراً الى «انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة». وعثر على 65 جثة مجهولة الهوية في بلدة قطنا وثلاث جثث اخرى في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق، وهما منطقتان تشهدان منذ اسابيع تصعيداً في العمليات العسكرية. وفي مدينة حلب، تعرضت احياء عدة لا سيما حي الميسر الشرقي، للقصف من القوات النظامية السورية صباحاً. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان حريقين اندلعا في مصنع للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من الوسط ليلاً نتيجة القصف، مشيرة الى «تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي ويصعب على الأهالي إخماد الحريق». وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن العشرات سقطوا على أيدي قوات النظام السوري أغلبهم في حمص وحلب، وقالت إن طيران جيش النظام يقصف أحياء الإذاعة وسيف الدولة في حلب. في محافظة درعا (جنوب)، قتل فتيان في بلدة نامر في كمين نصبته لهما القوات النظامية فجر امس، كما قال المرصد. وفي محافظة حمص (وسط)، قتل خمسة شبان في منطقة القصير اثر اطلاق الرصاص عليهم من القوات النظامية السورية. وقالت مجموعات في الجيش السوري الحر إنها بدأت معركة لفك الحصار عن أحياء المدينة. ورغم قلة الذخيرة والأسلحة المتوافرة، إلا أن الجيش الحر يقول إن هدفه فك حصار قوات النظام عن حمص، وحماية من تبقى فيها من المدنيين بعد نزوح الآلاف منهم. في مدينة دير الزور (شرق)، قتل مقاتل معارض اثر اشتباكات مع القوات النظامية واربعة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف آليات عسكرية. وفي إدلب، أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى إثر تهدم أكثر من ثلاثين منزلاً على رؤوس ساكنيها في بلدة جرجناز بإدلب نتيجة قصف مروحي مكثف نفذته طائرات الجيش السوري فجر امس. وفي ظل تصاعد وتيرة العنف، تعول المعارضة أكثر فأكثر على «الجيش السوري الحر» لمواجهة قوات النظام. وقد دعت الى التظاهر في جمعة «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا». وبث ناشطون سوريون صوراً على مواقع الثورة السورية لتظاهرات خرجت في مناطق مختلفة من سورية، ففي العاصمة دمشق خرجت أحياء عدة من بينها السويقة وقبر عاتكة وسوق مدحت باشا وباب سريجة والعفيف على مسافة قريبة من القصر الرئاسي، وندد المتظاهرون بما يحدث في قطنا بريف دمشق، ورفعوا شعارات تنادي بالحرية كما طالبوا بإسقاط النظام. وقتل اول من امس 180 شخصاً هم 112 مدنياً و49 عنصراً من قوات النظام و19 مقاتلاً معارضاً. في موازاة ذلك، استمر الجيش التركي بتعزيز وجوده في المناطق المتاخمة للحدود السورية، حيث وصلت دبابات ومدرعات عسكرية تركية إلى الحدود المشتركة مع سورية في منطقة غازي عنتاب صباح امس. كما أرسلت أنقرة أيضاً منصات إطلاق الصواريخ ومدرعات قتالية تحسباً لسيطرة أكراد تركيا وسورية على بعض المدن السورية كمدينة القامشلي. وأكد الرئيس عبدالله غل إحتمال قيام بلاده بالعديد من العمليات العسكرية في حال شعورها بالتهديد من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني «بى كيه كيه» من شمال سورية. وبرر الرئيس التركي في تصريحاته التي نقلتها صحيفة «زمان» التركية امس عدم مساندة بلاده للمعارضة السورية المسلحة بأنه عائد لأسباب أيديولوجية أو طائفية، وأضاف قائلاً «نحن نقف مع الشعب السوري». كما أضاف غل فى تصريحات للصحافيين الأتراك عقب انتهاء قمة قادة دول منظمة التعاون الإسلامي «من الممكن لنظام الأسد تزويد منظمة «بي كيه كيه» بالسلاح. ومع الأسف الشديد نرى التطورات السورية تتجه إلى «الأسوأ رغم تحذيراتنا المتعددة للنظام السوري».