حذر عضو المجلس الثوري العسكري السوري النقيب عمار الواوي من ما أسماه اتفاقيات يتم التحضير لها في المطابخ الأمريكية والروسية والإيرانية على حساب الشعب السوري المناضل ضد النظام القمعي. وقال الواوي في حوار مع «عكاظ» أن الشعب السوري يواجه منفردا صواريخ ومدفعية النظام بينما تسعى موسكو وطهران لإبرام صفقة على حساب دمه. واعتبر الحديث عن الحرب الأهلية الطائفية من تأليف نظام بشار الأسد ويسوق لها المجتمع الدولي من أجل تحقيق مصالحه واقتسام الكعكة السورية. وأكد أن ميزان القوة بات يميل لصالح الجيش الحر بينما يحتمي النظام بورقتي توت تتمثلان في السلاحين الجوي والكيماوي. وإلى نص الحوار: • رغم الإنجازات التي حققها الجيش السوري الحر خاصة في مدينة حلب، تشهد المواجهات المسلحة على كافة الجبهات جمودا نسبيا، فهل يعني ذلك توازنا عسكريا ؟ • لا يمكن التحدث عن توازن عسكري على الساحة السورية، فالواقع هو وجود إرادة وقوة وإصرار شعب على الاستمرار في ثورته. وهناك جناح عسكري يسمى الجيش السوري الحر ويتصدى لعصابات نظام بشار الأسد التي تقتل أفراد الشعب الأعزل. وأصبح ميزان القوة يميل لصالح الجيش الحر والشعب السوري. ولم يعد مع بشار وعصابته إلا بقايا كتائب موزعة هنا وهناك، وأعداد قليلية من الشبيحة والمرتزقة، بينما يحتمي بورقتي توت تتمثلان في السلاحين الجوي والكيماوي. • يلاحظ أنه في مقابل التراخي العسكري في حلب ربما لبعدها جغرافيا عن العاصمة، يمارس النظام كامل قوته في دمشق وريفها ودرعا، فما السر وراء ذلك ؟ • النظام كان منذ بداية الثورة الشعبية يتغنى بالعاصمتين السياسية والاقتصادية دمشق وحلب. ويقول إنهما محسوبتان عليه وأن نصف الشعب السوري معه. ولذلك دعونا كجيش حر إلى الدخول إلى حلب التي نعتبرها (بنغازي سورية) وإلى دمشق لإثبات أن الإعلام السوري منافق وفاقد للمصداقية وأن الثورة هي ثورة جميع السوريين وسورية بشكل كامل. ومن ثم دخلت كتائب الجيش الحر إلى حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد وبدأ تحريرها إلى أن بلغت المساحة المحررة منها 70 %. وبعد ذلك دخلت إلى العاصمة السياسية دمشق وحررت أحياء القابون، الميدان، الزاهرة، القدم وغيرها لتثبت للعالم أن الشعب السوري يرفض هذا النظام الطاغي الذي يرتكب المجازر بحق الشعب وإلى جانب تدمير الأبنية يقصف المدنيين بسلاح الجو والمدفعية بهدف إبعاد الشعب عن الجيش الحر. ويستشرس في هاتين المنطقتين اللتين لم يعد يملك بهما سوى قصره المهجور، ولذلك يحاول بما أوتي من قوة السيطرة على دمشق ودرعا باعتبار أن درعا هي شرارة الثورة لكنه في النهاية سيسقط لا محالة. • يبدو أن السوريين تركوا ليواجه مصيرهم بمفردهم أمام الآلة العسكرية للنظام، فلماذ يتردد أصدقاء الشعب السوري في دعمكم بالسلاح ؟ • الشعب السوري يقف في مواجهة طيران وصواريخ ومدفعية النظام القمعي الدموي، بينما يكتفي العالم بالتغني بمبادئ الديموقراطية والحرية. وتسعى روسيا وإيران لإبرام صفقة جديدة بينها على حساب دم الشعب السوري الذي قرر أن يواصل ثورته بمفرده للقضاء على نظام بشار الأسد. وحتى الآن لا يوجد تسليح خارجي للجيش الحر. ولو كان موجودا لسقط النظام الأسدي وتحررت سورية من جبروته وطغيانه خلال أيام. وما يحتاجه الجيش الحر هو سلاح مضاد للطيران الحربي والدروع. • هل ترون في تأخير تسليح الجيش الحر محاولة للضغط عليه للقبول بتسوية يكون النظام طرفا فيها ؟ • في اعتقادي التأخير في دعم المعارضة يأتي من أجل اقتسام الكعكة السورية كاملة. وهناك مجموعة اتفاقيات يتم تحضيرها في المطابخ الروسية والإيرانية والإسرائيلية للبحث في تسوية لمرحلة ما بعد بشار الأسد، لأنهم يدركون أن هذه الثورة هي ثورة الشعب ولن يقبل الشعب إلا بالحصول على كامل أهداف ثورته دون انتقاص لأي هدف وحق من حقوقه، لذلك يحاول المجتمع الدولي الضغط على الشعب السوري والجيش السوري الحر من أجل التنازل عن بعض الأهداف التي خرج من أجلها. • في ظل الوضع الراهن هل من الممكن القول أننا أمام تكرار سيناريو الحرب الأهلية اللبنانية في سورية قبل التوصل إلى اتفاق ؟ •لا توجد حرب أهلية في سورية بل ثورة ضد النظام الذي يسعى لتفجير حرب طائفية في البلاد وتصديرها إلى لبنان وتركيا والعراق للفت الأنظار بعيدا عما يحدث على الأراضي السورية. وهو يحاول منذ بداية الثورة التسويق للعبة الطائفية. وإذا كان الحديث عن الاقتتال الطائفي في سورية صحيحا لكان الثوار استهدفوا الدروز والمسيحيين والأكراد والأقليات التي يحترمها الشعب السوري وتقف إلى جانب الثورة. كما أن المجلس الوطني السوري يمثل كافة أطياف المجتمع السوري. فالحرب الأهلية من تأليف النظام الأسدي ويسوق لها المجتمع الدولي من أجل تحقيق مصالحه. • ما أهمية توحيد كتائب الثوار في المناطق السورية، وآخرها المجلس الثوري العسكري في حلب ؟ • ندعو دائما إلى توحيد الصف لأن النظام لا يسقط إلا إذا كان هناك وحدة في الكلمة ضده. وكتائب الثوار على اتصال دائم وتنسيق فيما بينها أثناء العمليات. وقد تجتمع من حين إلى آخر كمجالس ثورية من أجل تنفيذ عمليات نوعية ضد النظام، مثل كتيبة الأبابيل الموجودة ضمن لواء التوحيد. وجميع كتائب الجيش السوري الحر مدعوة إلى التوحد تحت كلمة واحدة وعمل ومبدأ واحد. • هل اشترطت أي جهة توحيد كتائب الجيش السوري الحر لتسليحه ؟ •لا يوجد منذ بدء الثورة تسليح للمعارضة، ليكون هناك طلب بالتوحد. وما يتم الإعلان عنه إعلاميا والتسويق له من خلال أمريكا أو دول أخرى، كإعلان واشنطن عن رصد مئات الملايين من الدولارات لصالح الثورة السورية، عبارة عن فاتورة ستصرف في الأيام المقبلة لإدراكها أن كفة الميزان مالت لصالح الثورة. فالتسليح يكون بالدعم الكامل بالأسلحة النوعية كالصواريخ ومضادات الطائرات وغيرها، أما وجود سلاح فردي إذا تم إدخاله لسورية فلا يعتبر تسليحا للمعارضة. • هل كان أحد أهداف توحيد كتائب الثوار استبعاد الجماعات المتشددة عن المشهد السوري ؟ • كل ما يقال عن وجود جماعات متشددة وتنظيم القاعدة في سورية لا صحة له، فهذه لعبة لبشار الأسد يخوف بها الغرب ويرعبهم من تداعيات سقوط نظامه. والواقع أن جميع السوريين ثاروا من أجل الحرية والعدالة والديموقراطية رافضين الظلم الذي لحق بهم لأكثر من 40 عاما. • كيف تنظرون لمهمة الأخضر الإبراهيمي في إيجاد حل للأزمة السورية ؟ • نحن نعتقد بأنه كما فشلت مهمة كوفي عنان ستفشل أيضا مهمة الإبراهيمي، لأن الأممالمتحدة والعالم يتعامل مع نظام دموي واستبدادي لا يؤمن بالسلم ويؤمن فقط بالقوة، ولهذا فإن نظام بشار الأسد قرر قتل شعبه وقرر المضي في الخيار العسكري ولن يقبل أي حلول سياسية لحل الأزمة، ولهذا نحن نقول إن أي تحرك أممي سيفشل في ظل انسداد أفق الحل لدي النظام.