يكمل عامه الأربعين بنهاية السنة الحالية في مهنة التدريس لأبنائه المستجدين في الصف الأول الابتدائي، وعلى الرغم من العمر المديد في مجال التعليم لفئة تحتاج الى جهد مضاعف، إلا أنه لايزال يتمتع بنشاط الشباب وهمة أصحاب الطموح حيث يجتمع طلابه حوله فيداعبهم ويستمع إليهم بشغف الأب الحنون الذي يحرص على أن يمتلك فلذة كبده مفاتيح التعبير عن الذات منذ الصغر دون قيود، يمتاز بالصبر وسعة البال وابتسامة لاتفارق محياه. المعلم الخبير محمد بخاري معلم الصف الأول الابتدائي بالمدرسة النموذجية الثالثة بجدة أبدى سعادته وهو يكمل العام الأربعين في مهنة التعليم السامية، مؤكدا على أهمية أن يكون المعلم مخلصا ورقيبا على نفسه ولاينتظر مراقبة من مشرف أو مدير حينها سيكون ناجحا دون شك ومتى ما كان المعلم محبا لمهنته كان طلابه من المتفوقين على الجانب العلمي والخلقي، ولن ينسوه مهما بلغوا من مراتب عليا. وأوضح المعلم بخاري أنه يشعر بسعادة بالغة حينما يعلم طالب الصف الأول كيفية الوضوء وأداء الصلاة لأن الدال على الخير كفاعله، مؤكدا في الوقت ذاته بأن الأجر على تعليم الوضوء والصلاة لطالب واحد فقط مقداره عند الله عظيم فكيف بمئات الطلاب الذين تتلمذوا على يديه طوال عمله الطويل في سلك التعليم. وقدم بخاري نصيحته لمعلمي الصف الأول الابتدائي، قائلا: «معلم الصف الأول له دور محوري في تكوين شخصية الطالب فهو من يتمكن من إخراجه متفوقا فصيحا مهذبا ينتظره مستقبل مشرق وهو من قد يخرج طالبا معقدا خاليا من المواهب ويسمع بالتفوق ولايعيشه»، مشددا على أهمية أن يهتم معلم الصف الأول بتحفيز طلابه وتشجيعهم والاستماع إليهم بإسهاب وسعيه إلى كسب محبتهم فتلك عوامل تساعده على إخراج جيل مؤثر وفاعل. ونفى بخاري أن يكون قد استخدم الضرب مع طلاب الصف الأول الابتدائي منذ أن امتهن التدريس، ما جعل طلابه يداومون على السؤال عنه حتى عقب تخرجهم من المراحل العليا مثل الثانوية والجامعة، مؤكدا على أهمية معالجة السلبيات بالتحفيز والمسابقات والجوائز والحلوى. واعتبر المعلم الخبير بخاري أن استخدام تقنيات التعليم الحديثة يسهم في لفت انتباه طالب الصف الأول على وجه التحديد بالمادة المعطاة إليه دون ملل مثل «الداتاشو»، والسبورة الذكية والبروجيكتر والبوربوينت. وكان البخاري حظي بتكريم على المستوى المحلي والخليجي والعربي نظرا لتعدد مواهبه وحسن تعامله مع طلابه إضافة إلى مشاركاته الاجتماعية المختلفة داخل المملكة وخارجها. يذكر أن التربوي بخاري بدأ في مهنة التدريس بعد تخرجه من معهد إعداد المعلمين 1394/1395ه بالطائف بتقدير جيد جدا، وتخرج من الكلية المتوسطة 1405ه بالطائف بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية والترتيب الأول على دفعته ثم تم تعيينه عقب ذلك معلما في محافظة الطائف إضافة إلى عمله الإشرافي على مدرسة (سفيان بن عبدالله الثقفي) انتقل بعد ذلك معلما في سلطنة عمان موفدا لمدة أربع سنوات ثم عاد إلى المملكة ليعمل معلما في منطقة المدينة المنور فوكيلا لمدرسة أبي بن كعب (لتحفيظ القرآن الكريم) ثم أصبح مديرا لمدرسة حفص بن سليمان فمعلما في محافظة جدة في مدرسة النموذجية الثالثة ولا يزال فيها حتى اليوم.