شهدت إدارة مدارس الأبرار الابتدائية الحديثة طيلة الأسبوع المنصرم ازدحاماً من قبل أمهات الطالبات المستجدات، للتأكد من أن بناتهن يدرسن بأقسام وفصول منفصلة عن الطلاب، وذلك بعد معرفتهن بتطبيق المدرسة لمشروع تدريس التلاميذ بمدارس البنات، وتأثرهن بشائعات الاختلاط بين الطلاب والطالبات عبر عدد من المواقع الإلكترونية. وكان 25 طالبا في الصف الأول الابتدائي انتظموا الأسبوع المنصرم بالدوام في مدارس الأبرار الأهلية الحديثة، التي واجهت حملة من الاعتراضات من البعض بعد حصولها على موافقة وزارة التعليم لتدريس المعلمات للتلاميذ الذكور من الصف الأول إلى الثالث الابتدائي في مدارس البنات، كأول مدرسة تطبق المشروع بالمدينةالمنورة. وقالت مديرة المرحلة الابتدائية بالمدرسة نهى سرور ل"الوطن" إنها لاحظت ترحيبا من بعض أولياء الأمور بفكرة المشروع خاصة بعد تأكدهم من عدم وجود اختلاط بين الطلاب والطالبات، وأن كلا من الطلاب والطالبات في قسم ومبنى مستقل عن الآخر، مشيرة إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالصف الأول الابتدائي وصل إلى 25 طالباً وزعوا على فصلين، وتعتزم المدرسة فتح فصل ثالث عند زيادة العدد. وأضافت أن بعض أفراد المجتمع لا يزال يخلط بين مفهوم الدمج والاختلاط، حيث إن بعض أولياء الأمور يعتقدون أن الطلاب يدرسون في مدرسة الطالبات، وفي الفصول نفسها في حين أن الطلاب الذكور خصص لهم مبنى، ومقاصف، ودورات مياه، وبوابة، وفناء مستقل عن قسم الطالبات، وكأنهم بمدارس البنين، ولكن الفرق أن من يدرسهم معلمات، مؤكدة في الوقت ذاته أن قرار وزارة التعليم سمح لمالك المدرسة بتعليم الطلاب الذكور حتى الصف الثالث الابتدائي، إلاّ أن مالكها فضل أن يقتصر التسجيل على طلاب الصف الأول الابتدائي ليكونوا أول دفعة تتخرج بعد ثلاث سنوات من مدرسته، وقالت إن المدرسة تراعي عدة جوانب في الطالب قبل تسجيله لديها كالعمر، والطول، والبنية الجسمانية، وغيرها. ورصدت "الوطن" أثناء تواجدها في إدارة المدرسة اشتراط ولية أمر طالبة مستجدة مشاهدة قسم الطلاب الذكور؛ للتأكد من عدم وجود اختلاط بينهم وبين الطالبات، مبينة أنها وعددا من أفراد عائلتها تراجعوا عن تسجيل بناتهم بها بعد أن قرؤوا في "شات" إحدى القنوات الفضائية "الشعرية" أن المدرسة يوجد فيها اختلاط بين الطلاب والطالبات. وكانت "الوطن" نشرت خبرا في 16 يونيو المنصرم عن تطبيق مدرسة الأبرار لمشروع تدريس التلاميذ بمدارس البنات تصاعدت بعده الانتقادات للمدرسة عقب إعلانها ذلك، حيث أكد مالك المدارس عبدالحفيظ العكلوك تلقيه العديد من الاتصالات الهاتفية، وقال إن بعض العلماء والدعاة من داخل وخارج المملكة استنكروا تنفيذ المشروع في المدينةالمنورة. وبين أن ما اعتقدوه "لم ولن يحدث، حيث يدرس التلاميذ في مبنى، وفصول، وفناء مستقل عن التلميذات، والفارق الوحيد أن من يقوم بتدريسهم معلمات" مشيراً إلى أن سن التلاميذ لا يتجاوز 5 سنوات و9 أشهر.