في غمرة انشغال مرور جدة بتركيب عدد كبير من الكاميرات على الطرق السريعة والتقاطعات المهمة، دأب كثير من السائقين على استخدام الحيل المتعددة لتفادي لقطات الكاميرا للنجاة من إيقاع المخالفات بحقهم. وفي سياق متصل فإن مشروع «ساهر» المروري الذي يهتم بضبط المخالفات المرورية يشمل أيضا ضبط الجوانب الأمنية ورصد المخالفات المجرمة نظاما ويتعقب المطلوبين أمنيا والسيارات المسروقة أيضا. وفيما يؤكد مدير مرور جدة العميد محمد بن حسن القحطاني أن تغطية لوحات المركبات التي يعرف من خلالها كافة المعلومات عن المركبة وقائدها مخالفة صريحة يخالف عليها النظام حيث يوقع بمرتكبها أشد العقوبات. وأوضح أيضا أن الكاميرات التي بدأت في الانتشار مؤخرا في جدة تتولى ذات المهمة التي ينفذها رجل المرور الميداني أو الرادار الموزع في مناطق مهمة مختلفة. وبين أنه تم ضبط مليون و 800 ألف مخالفة بالطرق المختلفة، مؤكدا أن الهدف الأساسي لدى جهات الضبط تقليص هذا الرقم، لافتا إلى أن هذا الأمر انعكس إيجابيا على السائقين حيث لوحظ ارتفاع الانضباطية، مضيفا نحن لانبحث عن إيقاع العقوبات بحق السائقين بقدر ما نبحث تقليص أعداد المخالفات. وأفاد العميد القحطاني بوجود انخفاض واضح على مستوى الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، مرجعا ذلك إلى حزمة الإجراءات الحازمة المتخذة من قبل جهاز المرور، مضيفا: نبحث السبل القانونية لفرض السلامة العامة على الجميع لنتلافى الحوادث التي تحصد نحو 7 آلاف قتيل على مستوى المملكة وهو العدد الذي لم تحصده الحروب. وعاد ليؤكد أن مشروع «ساهر» المروري يدخل ضمن نطاق النظام المروري الكبير الذي يضم هذا المشروع وأن الكاميرات ماهي إلا تطبيق لما ورد في النظام، ولم يخف أن لها أهدافا أمنية أسهمت في فترات متفاوتة ومستمرة في ضبط مطلوبين أمنيين يهددون الأمن بواسطتها. وقال: ضبطت هذه الكاميرات كثيرا من الملاحظات التي باشرها رجال المرور، وقريبا ستكتمل هذه الكاميرات ويتم تشغيلها بالكامل، مشيرا إلى أنها مشروع كبير يشمل كافة مناطق المملكة ويحتاج إلى قليل من الوقت حتى يعمل بالشكل المطلوب، وهو مايتطلبه إكمال البنية التحتية التي بدأ التأسيس لها منذ وقت مبكر. وأرجع الحاجة إلى قليل من الوقت إلى الجدولة المعتمدة لتنفيذ المشروع، مبينا أنه مشروع جديد ضمن شبكة واسعة على مستوى المناطق، وأضاف: الإدارة العامة للمرور لاتتوانى في استخدام جميع الوسائل الحديثة لفرض نظام المرور وحفظ السلامة العامة للجميع. وفي سياق متصل، طالب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء بضرورة الالتزام بنظام المرور، مجرمين التحايل عليه أو اتخVاذ الوسائل الممنوعة نظاما، حيث أوضح عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور عبدالله المطلق أن فعل ما يمنع رؤية اللوحات بشكل واضح وإخفاء معالم المركبة يعد مخالفة شرعية لأن فيها مخالفة لأوامر ولي الأمر التي تنص على ضرورة اتباع النظام وتجريم مخالفته. فيما قال عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي أن إخفاء لوحات المركبات يعد تحايلا على الأنظمة وإخلالا بالأمن، وأضاف: لا يجوز أن يرتكب هذه المخالفة من يعلم أن هذه تعليمات يجب تنفيذها وهو يتحايل عليها. تجدر الإشارة إلى أن مشروع «ساهر» يستخدم تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات الوطني الذي يقوم بدوره بالتحقق من المخالفات فنيا، وطلب معلومات المالك من قاعدة البيانات، ومن ثم إصدار المخالفات المتعلقة بالسرعة وقطع الإشارة بهدف تحسين مستوى السلامة المرورية، ومنع وقوع الحوادث المميتة. ويهدف إلى العمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية ورفع مستوى السلامة ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوافرة حاليا، حيث يتميز بتحقيق أفضل معايير السلامة المرورية على الطرق من خلال استخدام أحدث التقنيات المتقدمة، وتمكين العاملين من أداء أعمالهم ورفع مستوى أدائهم في مجال العمل المروري من خلال أنظمة ساهر المتكاملة التي تقوم بضبط المخالفة وإشعار المخالف بالمخالفة في أسرع وأقصر وقت ممكن، إضافة إلى مراقبة وتحسين أداء الحركة المرورية.