اعشوشبت الأحد الماضي رياض المملكة وروضاتها، مدنها وقراها حتى القاحلة منها، بدت مكسوة بعشب أخضر ممتد من قلوبنا رغم البقع الداكنة التي تعبر عن نفسية وتأزم الآخرين، إما لطبيعتهم الكئيبة المكتئبة التي لا يجيدون الظهور بغيرها، أو لأنهم لا يرون في واقعنا ما يستحق أن نفرح به، وهذا صلف وأنانية يجب أن يواجهون بها وتقزم مشاعرهم في يوم الامتنان للأجداد ولرجال الدولة إناثا وذكورا، ولكل مقيم ساهم فيها ورحل يذكر بالخير ويشكر، ولكل مقيم ولد بناته وأبناؤه فيها ولم يعرفوا وطنا غيره فنعتبرهم لا يقلون عنا وطنية وولاء. هناك أمور وظواهر لافتة تحتاج وضعها تحت المجهر لفهمها ومعالجتها.. عشية الاحتفال بيومنا الوطني بيننا من يصر على طرح أحزانه في يوم الوطن ولديه أزمة ولاء حقيقية لا نقلل من أهمية التعاطف معه ومحاولة إخراجه منها، فقد يكون ضحية بصورة أو بأخرى، في الوقت نفسه ندرك أنها رؤية غير منصفة، من حقنا أن يكون لدينا وقتنا الذي نمارس الفرح والابتهاج من خلاله. إذا اختاروا هم الانسلاخ فعلينا واجب ومسؤولية التعامل مع دكونتهم وقتامة رؤيتهم من منطلقات وطنية أيضا.. الشرائح التي لديها وقفة تحتاج أحوالها دراسة وفهم وقراءة صحيحة تنتج حالة من الاحتواء نلمس آثارها باختفاء دكونة هذه البقعة كما حدث مع برامج المناصحة فالضلال أوله بغض وكراهية ومنتصفه إعلان عنها، ونتائجه انفجار شظاياه ومحاولة اغتيال فرحتنا وإرادتنا للتقدم بعزم. من لا يدرك أنه من قبلة المسلمين وعليه مسؤولية جسيمة أن يقدم نفسه بصفته المسلم القدوة الواعي بخطورة رسم هذه الصورة عن بلاده، والذي لا يستوعب أن لوطنه ثقلا دوليا وعالميا يستحق برامج تعيد إليه توازنه النفسي والاجتماعي حتى يتحقق شرط الوطنية وإعلان الولاء في السراء قبل الضراء. [email protected]