تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتها السنوية في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في نيويورك، ومن المتوقع أن تركز الاجتماعات على بحث تداعيات الأزمة السورية، ودراسة تقرير المبعوث الدولي للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي على أمل أن تحمل جديدا في إيجاد حل للأزمة السورية. إذ أن الحوار ما بين النظام والمعارضة بات مستحيلا في ظل فظاعة الجرائم بحق الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية، ولعل البارز أن اجتماع الأممالمتحدة يسبقه اجتماع لوزراء الخارجية العرب على هامشه، وهو ما يقدم لتنسيق عربي بشأن الملف السوري. وضع التوازنات الدولية لايزال على ما هو عليه، لذلك لا يمكن أن يعول على اجتماع الجمعية العامة التي ستنعقد في 25 سبتمبر. إذ كل ما اقتربنا من موعد الانتخابات الأمريكية تأجل موضوع البت في الموضوع السوري بالنسبة للإدارة الأمريكية، وكذلك بالنسبة للمفاوضات والاتصالات الجدية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا والصين ستكون في حكم المؤجلة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، وتولي الإدارة الأمريكية مسؤولية الملف سواء كان امتدادا لإدارة أوباما، أو كان إدارة جديدة بشكل كامل للمرشح رومني. فالمطلوب عربيا، خطوات أكثر عملية، وأكثر جدية في دعم الملف السوري وثورته. المطلوب حركة ميدانية على الأرض تسمح للشعب السوري بالدفاع عن نفسه على الأقل ليس بتسليح الشعب السوري فقط ولكن على الدول العربية أن تشعر روسيا والصين تحديدا بأن مصالحهما في الدول العربية في خطر في حال بقيا على موقفيهما من الثورة السورية، وبالتالي على المستوى العربي أن يضع بكين وموسكو أمام خيارين بين مصالحهما في الأراضي العربية، وبين مصلحتهما مع بشار الأسد تحديدا. ويمكن أن يمار س المجتمع العربي ضغطا أكبر على روسيا والصين لحلحلة الموقف من بقاء بشار الأسد. مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي تعد عملية لعب على الوقت بالنسبة لبشار الأسد. إذ من الواضح أن بشار الأسد يستنفد ويحرق الموفد الدولي وراء الموفد الدولي الآخر، وبالتالي موضوع معالجة الوضع يحتاج إلى قرارات جذرية تختلف عن تلك التي اعتمدت عربيا ودوليا مع بشار الأسد لغاية الآن. لا يمكن أن نطلب اليوم من المعارضة التي تتعرض للقصف والهجمات بالمدفعية والدبابات أن تحاور النظام فمن الواضح أن موقف المعارضة السورية موقف طبيعي بعد ما وصلت إليه الأمور من قتل ودمار ومجازر واغتصاب بيوت وتهجير النساء والأطفال، وتعذيب الرجال وهتك حرمات المساجد. لا يمكن التفاوض على مسألة بقاء بشار الأسد في السلطة. فالمطلوب اليوم إيجاد مخرج لرحيل الأسد من السلطة. وإذا كانت الأزمة السورية تعود مجددا إلى الأممالمتحدة فإن على الأممالمتحدة أن تكون جريئة، وتصدر قرارا باستخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لكي يستطيع الشعب السوري أن يعيش بكرامة