وصف الشاب أحمد راجح عامل التشليح الذي يعمل فيه منذ 14 عاما ب«الغني» بالأحداث المؤثرة والمفارقات المتناقضة، موضحا أنه رفض العمل لأيام عدة، حينما شاهد دماء على قطعة حاول استخراجها من مركبة، تبين لاحقا أنها لسائق قضى في حادث داخل سيارته. ويقضي راجح غالبية يومه بين أكوام الحديد والسيارات المقلوبة والمصدومة، يفتح أجزاء القطع الصالحة منها ليبيعها، حتى بات متمرسا في معرفة نوعية كل قطعة ومكانها وطريقة إخراجها وما إذا كانت صالحة أم لا. وروى العديد من المواقف التي يعيشها يوميا من خلاله عمله في التشليح، منها أن أحدا طلب منه قطعا من سيارة بالمجان بدعوى أنها ملك ابن عمه، فأخبره أنهم اشتروها منه، ولا يحق له المطالبة بها، موضحا أنهم حين يشترون سيارة في التشليح يفحصونها أولا لمعرفة القطع التالفة والجيدة القابلة للبيع. وبين راجح أنه مولع بالسيارات والميكانيكا منذ طفولته، ملمحا إلى أنه كان يذهب إلى أماكن قطع الغيار والتشليح ويسأل العاملين فيها عن بعض القطع، وكانوا يستغربون أسئلته ويطلبون منه التوجه لدراسته بدلا من زيارتهم باستمرار. وذكر أنه ترك دراسته في المرحلة الابتدائية واتجه للعمل في التشليح الذي برع فيه، مؤكدا أنه كان يتفاعل مع أي درس يتعلق بالميكانيكا والسيارات، مشيرا إلى أنه كان يجمع كثيرا من القطع في منزله حين كان صبيا ويجد التشجيع من البعض لخوض المجال. وبين أنه عاش العديد من المواقف في عمله، منها أن أحد الزبائن اشترى منه قطعة سليمة وتوجه بها للميكانيكي الذي استبدلها بأخرى تالفة، وأخبره أنها لا تصلح، مبينا أن الزبون عاد إليه غاضبا بدعوى أنه تعرض للغش من قبلنا. وقال: فما كان مني إلا أن امتصصت غضبه وتوجهت معه للميكانيكي، ورأينا القطعة الأصلية التي اشتراها الزبون منا في موقع بارز في الورشة، وحين سألته عنها زعم أنه اشتراها، إلا أني دحضت إدعاءه، خصوصا أن اسم محلنا عليها، فاعتذر وأعاد القطعة الأصلية لنا. وذكر أن أكثر ما يؤلمه خلال عمله، حين يفاجأ الشخص الذي تتعرض مركبته الجديدة لحادث وتتلف، وعندما يعرضها في التشليح لا تسوى حتى 5% من قيمتها الأصلية فيصاب بألم وحسرة على ماله الذي ذهب في لحظات. وألمح إلى أنهم يكسبون اليسير جراء شراء السيارات المقلوبة أو المصدومة، خصوصا أنها تكلفهم الكثير من المال والعمل كالتلحيم والتفكيك، لافتا إلى أنه من أسرار السيارات المقلوبة أحيانا الإصابة تكون ظاهرية والقطع الأساسية سليمة.