بدأت أساليب معالجة أوضاع فريق كرة القدم الأول في نادي النصر تأخذ منحىً عبثياً لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مزيدٍ من النتائج السلبية التي تجعل المواسم النصراوية تتناسل وتتشابه بطريقة مملة ومحبطة لأنصار الفريق. ولا يمكن وضع اليد على مكمن العبث عبر طرح تساؤلات جزئية على غرار؛ من اختار الكولومبي ماتورانا ابتداءً؟ ومن هو المسؤول عن فضيحتي شوكت ومانسو؟ ولماذا خسر الفريق لقاءي الاتحاد والهلال؟ صحيح، هي تساؤلات مهمة لها مسوغات آنية ملحة، ولكن إجاباتها قاصرة ولن تمثل إلا جزءاً بسيطاً من صورة ضبابية مركبة، ومن ثم فإنها إن لم تربط بسياقاتها العامة لن تكون ذات جدوى في أي محاولة لفهم العبث الذي يكتنف معظم محاولات إصلاح الأوضاع الإدارية والفنية في هذا النادي العريق. الإشكال النصراوي سهل ممتنع؛ سهل لوضوح عوامله وجلاء أسبابه، وممتنع لامتناع المسؤول عن التعامل بجدية مع تلك العوامل والأسباب! وبين السهولة والامتناع واصل الفريق تدحرجه الفني وتدهوره الميداني وعمَق حقيقة تهالكه التي تترسخ موسماً إثر موسم. إن المنحى العبثي في طرق وأساليب معالجة إشكال الفريق منحى مؤكد، تؤكده جملة من الشواهد المستلة من الواقع. ماذا يعني أن يتم تغيير المدرب تسع مرات في ثلاثة مواسم دون جدوى؟ وماذا يمكن أن نستخلص من تجديد معظم محليي الفريق موسمياً دون تحقيق أي نتائج إيجابية؟ وبماذا نستطيع تفسير ابتعاد معظم أعضاء الشرف الداعمين؟ وتغيير المشرف العام على فريق كرة القدم أكثر من مرة ورحيل بعض أعضاء مجلس الإدارة؟ بل واستقالة نائب رئيس النادي؟ كل تلك الطرق النمطية في المعالجة تكون وتتكرر دون ظهور أي ملمح لمستقبل جيد للفريق. من ثم، وبعد متوالية التغيير هذه والتي طالت على مدار ثلاثة مواسم كل المفاصل الإدارية والفنية في النادي العاصمي، ثم بعد اليقين المستمد من الواقع الفني المفجع بعدم جدوى تلك المتوالية، أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للفت نظر المسؤول إلى حتمية نقل مواطن التجارب العلاجية المكرورة والمملة إلى المكان الوحيد الذي لم يقع بعد تحت طائلة التغيير.