فقدت الساحة الإعلامية في الأردن مدير مكتب «عكاظ» في عمان عبدالجبار أبو غربية عن 61 عاما، حيث عانى من سرطان الرئة تم استئصاله بعملية جراحية فتماثل للشفاء، وبعد عامين أصيب بسرطان في الدماغ ليتم اجتثاثه أيضا بتدخل جراحي ليعود إليه ثانية بعد عامين. وواجه الفقيد مرضه الخبيث بصبر وإيمان واحتساب وعقيدة راسخة، وكان شعاره بين أهله وزملائه ومن حوله «كل شيء بقدر»، و «كل نفس ذائقة الموت». ومع ما عاناه أبو غربية من المرض طوال السنوات الأخيرة من حياته، إلا أن كتاباته اتسمت بالبهجة والنكتة والحيوية. ووصفه زملاؤه ب «الرائد والمتميز في دعم الفكر والثقافة والصحافة في الأردن»، وبإنه «مثال للشخصية المناضلة التي صارعت المرض بالإيمان بالله». وتقبل ذوو الفقيد العزاء البارحة، للرجال في ديوان أبو غربية والشعراوي في رأس العين في العاصمة الأردنية عمان، وللنساء في منزل الفقيد في شارع خرفان مقابل بيت شقير. وكان الراحل عضوا في رابطة الكتاب الأردنيين، حيث أعرب رئيس الرابطة الدكتور موفق محادين عن حزنه العميق لوفاته، مؤكد أنه كان أحد الأدباء والكتاب الذين ساهموا في إثراء الثقافة الأردنية، ودعم القضية الفلسطينية بكل ما يملك من قوة وتأثير وعطاء. وقال محادين: بقلوب ملؤها الحزن والألم، تلقينا نبأ وفاة الزميل أبو غربية، ونتقدم لأسرته بتعازينا القلبية الصادقة، وبمشاعر وعبارات الحزن والألم والمواساة العميقة، ونتضرع إلى البارئ عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جناته. وشغل الراحل، إضافة إلى عضوية رابطة الكتاب الأردنيين، عضوية اتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد العام للكتاب والصحفيين العرب، والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، واللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني. وأصدر الراحل عددا من المسرحيات، منها: الأرض الطيبة، الطراطير، من المجنون، غرفة رقم 7، الجاهة، الميزان المائل، حديقة الحيوان الإنسان. وله العديد من الدراسات والأبحاث، أبرزها: حقوق الإنسان بين القرآن الكريم والإعلان العالمي. وكانت كتاباته تحمل هموم وتطلعات الأمة العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، حيث قدمها في أكثر من نص مسرحي، وتوقف النقاد عند الكثير من كتاباته الجمالية والفكرية النابضة بالشغف والتعلق بتفاصيل حياة الناس البسطاء اليومية، التي غالبا ما تسبح في آفاق الفن والمعرفة الصافية.