رغم تأكيد جامعة الدول العربية على أهمية الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية الذي سيعقد في الدوحة اليوم لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية من كافة جوانبها، في ضوء الجمود الحالي في العملية السلمية، بناء على طلب السلطة الفلسطينية. إلا أن معطيات الأحداث تقول بأن هذا الاجتماع سينشغل بالوضع السوري، فمنذ احتلال الكويت وحتى سقوط بغداد، لم تعش المنطقة العربية وضعا مأساويا وحالا محيرا ومأزقا عصيا على الحل مثلما تعيشه هذه الأيام، فمنذ اشتعال الثورة السورية وتصاعد عمليات العنف ضد المدنيين وعدم قدرة النظام الدولي على اتخاذ قرار حاسم بشأن الدعم المباشر، تزايدت عمليات القتل في المدن السورية، وارتفعت صرخات المناشدة، وتعددت صور المجازر. لذلك لم يكن مستغربا من أي متابع إعلان جامعة الدول العربية، قبيل اجتماع لجنة المتابعة الوزاري الذي سيعقد اليوم في الدوحة، وتحذيرها من خطورة الأوضاع في سوريا مع استمرار عمليات القتل والعنف هناك. فالوضع السوري، رغم المبادرة العربية، ورغم جولات كوفي عنان، ظل وضعا مأساويا، وأصبحت الأمور تتطلب خطوات عملية؛ لأنه على مدى 16 شهر ما زالت الأمور كما هي، ولم يحدث أي اختراق حقيقي للأزمة، سواء من خلال مبادرة الجامعة العربية أو جهود الموفد الأممي، ولهذا سيكون من اللازم إعادة النظر خلال اجتماعات الدوحة في كل هذه التحركات والمبادرات؛ لأنها حتى الآن لم تنجح في وقف القتل والعنف. ولكي يكون هذا الاجتماع فعالا، فلا بد أن تكون هناك خطة بديلة لمواجهة التهاون الدولي والتعنت الروسي، وتفرض حلا قسريا على النظام الأسدي.