تسعى إيران في قمة عدم الانحياز إلى استصدار قرار يتجاوز الإجماع العربي الدولي، ويخفف من الضغط على النظام السوري. الأمر الذي يتوقع أن يواجه بمعارضة واسعة من الدول المشاركة في القمة التي تنطلق أعمالها في العاصمة الإيرانيةطهران بعد غد «الخميس». وشكك خبراء سياسيون عرب في إمكانية تحقيق اختراق لحل الأزمة السورية في المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين. وقالوا في تصريحات ل «عكاظ» إنه من غير المتوقع نجاح إيران في استصدار قرار يدعم مبادرتها للحوار بين نظام بشار الأسد ومعارضيه لمحاولتها القفز على الخطة الدولية التي تركز على انتقال سياسي يفضي إلى تنحي الأسد عن السلطة استنادا إلى قرارات الجامعة العربية، ولتجاهلها الوضع الراهن في سورية، والجيش الحر الذي فرض وجوده بقوه ليصبح رقما في معادلة الحل لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال. وتوقع الخبراء أن تسعى إيران إلى تمرير قرار بالتضامن معها ضد العقوبات التي تفرضها الدول الغربية عليها للضغط عليها من أجل وقف برنامجها النووي المثير للجدل والذي يشكل تهديدا سافرا لدول المنطقة. ورأى الخبير الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي أنه يجب على إيران المحافظة على المبادئ التي أنشئت من أجلها حركة عدم الانحياز، وعدم تحويل القمة إلى اجتماع للانحياز للنظام السوري مطالبا بالإنحياز للمطالب المشروعة للشعب السوري. وأكد أن نجاح قمة طهران رهن بحيادية الدولة المستضيفة لها. بينما اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الخير أنه ينبغي على حركة عدم الانحياز ألا تكافئ نظام الأسد على جرائمه، وألا تمنحه أية مميزات بعد المجازر التي ارتكبها بحق الشعب السوري. وتوقع أن يشهد مشروع القرار الخاص بالأزمة السورية الكثير من الشد والجذب؛ حيث تجتمع غالبية الدول المشاركة في المؤتمر على موقف موحد باستثناء إيران والصين اللتين تدعمان الأسد. بدوره تمنى السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية أن ترتقي القمة إلى حجم التحديات التي تواجه مستقبل الدولة السورية، لافتا إلى الدور المهم لمنظومة عدم الانحياز التي يتعين عليها أن تلعب دورا محوريا لوقف نزيف الدم السوري باعتبار سورية دولة عضو في المنظمة ولابد من مساعدتها على الخروج من الأزمة التي تعصف بها وتهدد وجودها. ومن جهته، حذر الدكتور مصطفى علوي وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة من تأثيرات إيران على القمة للتخفيف من القرار المتوقع صدوره بشأن الأزمة السورية. وقال إن موقف حركة عدم الانحياز ينبغي أن يكون واضحا لا ينطوي على أي غموض أو لبس في إدانة جرائم نظام الأسد، والمطالبة بوقفها فورا، والتعامل بجدية مع جهود الموفد الأممي العربي الجديد الأخضر الإبراهيمي حتى لا تصطدم بالعقبات التي واجهت مهمة سلفه كوفي عنان.