عندما تمر من أمام شارع السلام المجاور لحي السيح الشهير في المدينةالمنورة، تلفت نظرك العمالة المخالفة التي تنتشر على جنبات الطريق في انتظار زبون جاهز ليقدموا له خدماتهم المتخصصة في كل المهن -على حد زعمهم- .. «عكاظ» زارت الحي والتقت بعدد من أهاليه. أوكار وسراديب أجمع عدد من المواطنين أن الكثير من العمالة الوافدة من التي تقطن تلك المساكن الشعبية القديمة في الحرة، يختبئون في أوكار وسراديب داخل البيوت الشعبية التي يتخذونها مواقع للمخالفات الأمنية والبلدية شوهت وجه المجتمعات الشعبية، والتي يقف وراءها وافدون مخالفون لأنظمة الإقامة وآخرون يتسترون خلف عباءة النظام ولكنهم يقفون وراء العديد من تلك الجرائم. استغلال المساكن يقول عبدالعزيز نفاع الحجيلي -أحد سكان حي السيح- إن كثيرا من العمالة المنتشرة في حي السيح والحرة الغربية، تستغل المساكن الشعبية، بطريقة غير نظامية، حيث يسكن اكثر من 20 عاملا في منزل واحد، ودائما ما تكثر المشاكل في الحي بين العمالة، وكثيرا ما تضبطتهم الشرطة في عمليات نصب واحتيال وجرائم اخرى، ما حدا بالشرطة لتكثيف دورياتها للقضاء على العماله المتخلفة وغير النظامية. طرف أساسي من جانبه، أوضح المحامي سلطان الزاحم ان المواطنين عليهم دور ايجابي وكبير في عدم التعامل مع العمالة المخالفة وعدم تشغليهم وإيوائهم، فالعمالة الوافدة غير النظامية طرف اساسي في كثير من الجرائم، مبينا أن لديه العديد من القضايا التي يترافع فيها، وأن العناصر الوافدة غير العربية طرف فيها سواء كعنصر رئيسي أو من خلف الستار. وأضاف «للأسف أصبحت فئات من الوافدين الذين يتم جلبهم إلى البلاد تحت غطاء العمالة هما يؤرق المجتمع وفسادا يستشري في الأحياء الشعبية، ومجتمعاتنا المسلمة المحافظة، عبر هؤلاء المخالفين». مشيرا إلى أنه يتحدث عن ذلك من واقع المجرب. وأضاف «أنا في المحاكم ومراكز الشرطة بشكل يومي أشاهد وأسمع العديد من الجرائم التي يندى لها الجبين، يتم ارتكابها من قبل هذه الفئة الدخيلة على مجتمعنا». فرق سرية من جهته، أوضح الناطق الأمني لشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام أن الجهات الأمنية تكثف وجودها في الأحياء العشوائية من خلال فرق سرية تندمج مع العمالة، بجانب تواجد أمني مستمر من دوريات الأمن وفرق البحث والتحري. أما عن حي السيح، فأوضح العقيد الغنام أن غالبية الجرائم التي تقع في الأحياء التي تكثر فيها العمالة المخالفة تكون ناجمة عن خلافات مالية ونحوها، مشيرا إلى أن الشرطة لم تسجل أية جريمة ضد مجهول، بفضل إمكانات الأجهزة الأمنية في تشخيص الجرائم ميدانيا، والقبض على الجناة في أوقات قياسية. أبرز الجرائم من جهته، أوضح الأخصائي الاجتماعي أحمد حسن أن جرائم السرقات والتزوير وصنع وترويج المسكرات، هي أبرز تلك الجرائم التي تسجل على الوافدين غير النظاميين ممن يقطنون غالبا الأحياء الشعبية التي توفر لهم ملاذا آمنا بعيدا عن الرقابة الحكومية نسبيا، مقارنة بالأحياء الأخرى. وأضاف «كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن هذه الأنواع من الجرائم الصعبة، لا سيما السرقات، فقد أصبحت تشكل مصدر قلق ليس للمواطن فحسب بل وللمقيم أيضا وعلى أهله وأطفاله وأفراد أسرته، إضافة إلى جرائم ترويج المخدرات». تفكك أسري وقال حسن إن مثل هذه السلوكيات التي يروج لها وافدون غير نظاميين تسهم في تشريد أسر بكاملها وتفككها، ومن خلالها تنشأ سلوكيات منحرفة، وأخطار اتساع دائرة تعاطي وترويج الممنوعات، مثل المخدرات ويدخل شباب المجتمع في دوامة لا تحمد عقباها.