يقضي المسافرون على الطريق الدولي الرابط بين منطقتي جازان ومكة المكرمة أوقاتا ممتعة في قرية عمق الساحلية، ليستريحوا فيها، ويتناولوا الأطعمة الشعبية اللذيذة، التي تعدها نساء عصاميات بطرق محببة مثل الأسماك المشوية وخبز التنور (الخمير)، وأسهمت تلك الاستراحات المكونة من عشش بسيطة، في تحويل قرية عمق إلى محطة حيوية يحرص المسافرون على التوقف فيها. وأوضحت أم حسين صاحبة إحدى الاستراحات أنها تعمل في محلها الذي كونته من سعف النخل وأغصان الأشجار، مبينة أنه الخمير للزبائن كل حسب طلبه، إضافة إلى أنها تتبيل الأسماك وشيها في التنور (الميفا)، مشيرة إلى أن المسافرين على الطريق الجنوب الدولي يفضلون الاستراحة في منطقتها لتناول الاسماك والخمير، إضافة إلى العديد من الأطعمة الشعبية. وذكر أنه بات لديها الكثير من الزبائن الذين يحجزون طلباتهم عبر الجوال وقبل وصولهم وخصوصا في الأيام التي يكثر فيها المسافرون وأيام الاجازات، مبينة أن وقت الذروة لديها قبل المغرب بلحظات، إذ يفضل الزبائن تناول وجبة العشاء خصوصا الأسماك التي يجلبونها معهم أو يشترونها من باعة الأسماك وتطبخ في استراحتها عبر الميفا. من جهته، أفاد المسافر عبده فراج أنه يقصد الاستراحات في عمق من أجل تذوق الأسماك والطعام الذي تعده أم حسين، مؤكدا أنه أصبح عميلا دوريا على المكان الذي يجسد الماضي في كل زواياه عبر روائح القش والأسماك التي تعد بطريقة تقليدية تضفي عليها نكهة خاصة. أما المسافران عثمان المسملي ومحمد عبدالله المسملي اللذان استراحا على الكراسي الشعبية المعروفة ب «القعادة» أوضحا أن المكان يجذبها لأنه يلمسان فيه عبق الماضي، ونكهة إعداد الوجبات الشعبية بطريقة قديمة تحفظ فيها مذاقها اللذيذ. واتفقا على أن طريقة تحضير الطعام في استراحات عمق تجذب المسافرين على الطريق الدولي الرابط بين جازان وجدة. إلى ذلك، أشار يوسف محمد أن شعبية منطقة عمق تزداد يوما بعد آخر لدى المسافرين على طريق الساحل، خصوصا الذين يفضلون تناول الأسماك الطازجة والخمير الذي يعد بطرق مختلفة، لافتا إلى أنه جرى تخصيص جزء في المكان لبيع الأسماك الطازجة للزبائن، خصوصا سمك الهامور والناجل.