روابي الحرث تشدو طربا، عندما تشرق الشمس بأشعتها وتهب نسمات الصبح وتجري تلك الوديان بعيونها الرقراقة لتشدو عليها العصافير والبلابل ويكون يوما جديدا على روابي الحرث، عندها يكون الكل ينظرون إلى تلك القرى القديمة ذات الطابع الجمالي، تذرف عيون المشتاق إلى تلك الروابي والحقول الجميلة والمزارع الخصبة لتعانق تلك الذكريات أيام الصبا والركض خلف المواشي وحماية تلك السنابل من هجمات الطيور المهاجرة التي تأتي من أقصى بقاع الدنيا إلى أعشاشها القديمة، لتقول لكل العالم هذه أعشاشي وهذا موطني الجميل الذي عشت فيه منذ القدم، ومن الصعوبة أن أنسى تلك الأيام الجميلة حينما كنا بجوار ذلك الماء العذب والأعشاب الخضراء والعش الجميل، إنها الحرث بما تحوي من جمال الطبيعة والوديان الخلابة والموطن الجميل لكل من عاش فيها أو تغنى بها، لأهلها معها ذكريات لن تنسى وعلاقتهم بها أبدية منذ الطفولة حتى وإن حكم عليهم الزمن بتركها فهي في أعماقهم وسويداء العيون لكل من ضحى وصبر وكافح من أجل تلك الروابي لتعود من جديد لتزهو في ثوبها الجميل في ظل القيادة الحكيمة التي وفرت بها كل سبل الراحة وكافة الخدمات لتصبح مدنا قروية تحافظ على عبق الماضي وأصالة الحاضر، الأمل لا يزال كبيرا في عودة تلك الديار إلى الحياة من جديد بعد أن خرج منها السكان طاعة لولي الأمر، حفظه الله، وحبا للوطن الذي يجري داخل الوجدان، حب الدار من حب الوطن وحب تلك الروابي الخضراء حب لكل شبر من الوطن الغالي، ومن هنا إليك رسالة أيها الملك الغالي أن تعيد الحرث إلى ماضيها العريق والتي تقاسم فيه لقمة العيش جنبا إلى جنب مع موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه.