ماء الكلام هل تغير الحب ؟! منى المالكي في ظل الركام الهائل من الأغاني العاطفية الحالية، تستطيع ومن خلال الاستماع إليها قراءة تحولات تلك العاطفة (الحب) واتجاهاتها في قلوب شبابنا!! وماهي إلا محاولة بسيطة لم تراع كثيرا اختيار عينات تحليلية عميقة، وإنما في مجملها قراءة انطباعية لمعت في خاطري عندما استمعت لنجاة الصغيرة في رائعتها (ارجع إليّ) وهي تشدو بصوتها الملائكي: متى ستعرف كم أهواك يا أملا .. أبيع من أجله الدنيا وما فيها لو تطلب البحر في عينيك أسكبه .. أو تطلب الشمس في كفيك أرميها أنا أحبك فوق الغيم أكتبها .. وللعصافير والأشجار أحكيها أنا أحبك فوق الماء أنقشها .. وللعناقيد والأقداح أسقيها فالمرأة هنا تخاطب ذلك الأمل (الرجل) كما هو في القصيدة لدى نزار قباني كاتب الكلمات! تخاطبه بذلك الفيض المشاعري الرقراق، حب شفاف يخلو من نبرة التحدي والندية التي نسمعها مثلا لدى الفنانة (أحلام ) وهي تصرخ: خل بالك تزل عينك .. هنا وإلا هنا ويلك .. ترى قلبي موبس يغار.. عليه غيرة تهد ديار! أعلم تماما الفرق بين الزمنين، وأعلم أكثر اختلاف الأيقونة (نجاة) عن المطربة (أحلام) ولكل منهما جمهورها الذي أحترمه كثيرا! ولكنها ملاحظة جديرة بالتأمل وإشارة ودلالة مهمة في مسار تغير المرأة تجاه الرجل الذي أصبح التذلل له والرجاء والدموع الغزيرة التي تذرف في غيابه مجرد ذكريات ماض ولى وانتهى، لم تعد تملك المرأة منه الآن الشيء الكثير! الأغاني العاطفية هي علامة مهمة من علامات قراءة ذلك التغيير الذي أصاب قلب المرأة في المجمل تجاه الرجل، حبيبا وأملا ومستقبلا، وهي كذلك إضاءات لرصد توجهات تلك العاطفة من المرسل إلى المستقبل في الحالتين رجلا كان أو امرأة! فهل كان لعمل المرأة واستقلالها المادي دور؟ أو ارتفاع درجة تعليمها وثقافتها واهتمامها بذلك الذي أخذ المرتبة الأولى في سلم اهتماماتها لتحتل بذلك العاطفة المراتب المتأخرة؟! كلها أسئلة مشروعة للوصول إلى إجابة عن تغير عاطفة تلك الكائنات الوردية الحساسة!! فالزمن الجميل بموسيقاه الهادئة والتي كانت تساهم في رفع منسوب التأمل والإحساس العميق في مشاعرنا تجاه الآخر، نجد الوضع يختلف كثيرا عندما تنتقل البوصلة إلى واقعنا السريع حد الجنون فأنت لا تحظى بتأمل أو تذوق كلمات أو ألحان، كل ما هنالك أصوات تصرخ لاتستطيع التمييز فيما بينها أو كلمات لاتستطيع ملامسة أذنك، فضلا عن إحساسك أو شعورك! هذا لايعني في مجمله رداءة الحب! والتي تمثل الأغاني العاطفية وجهه الأبرز في زمننا، ولكنها عملية تشبه البحث عن لؤلؤة نادرة في ظل بحر متلاطم الأمواج تكتشف ذلك عندما تريد أن تستمع للحن أو صوت أوكلمات في لحظة صفاء أو شوق لتجد أن مهمتك عسيرة جدا!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة