أكد ل «عكاظ» عدد من الخبراء الإعلاميين والمستثمرين في إنتاج الأعمال الدرامية أن قرار مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضي بالموافقة على تنظيم الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع جاء لينقل الدراما السعودية نقلة نوعية لتحقيق طموحات المسؤولين والعاملين في هذا القطاع، وسيرفع كذلك من مستوى الإنتاج الدرامي في المملكة من حيث الكم والكيف، لافتين إلى أن المدن الإعلامية التي سترى النور بموجب هذا القرار ستضع الإنتاج الدرامي السعودي في المقدمة على مستوى الوطن العربي. تطور نوعي يقول خالد البيتي مدير عام مركز تلفزيون جدة: «مجرد الشعور بالانتقال بالعمل الإعلامي من مظلة الوزارة إلى الهيئة يوحي بمرحلة الخلاص من الإجراءات الإدارية والمالية التي طالها الروتين، والتي ظلت لسنوات أحد معوقات العمل قياسا إلى أداء الهيئات المماثلة، كما يوحي أيضا بحوافز مالية ظل الإعلامي السعودي يرجوها أسوة بغيره ممن يعملون في ذات الحقل، إلا أن ملامحها لم تتضح بعد، ولا يستطيع الإنسان الحكم عليها إلا بعد خروجها إلى حيز النور. هناك تطور نوعي سوف تفرضه الهيئة في محتوى الرسالة الإعلامية، لكنه ليس مرهونا بالخلاص من الروتين ولا بحجم الحوافز فحسب، وإنما بمستوى أداء صناع العمل الإعلامي ومدى تفاعلهم مع المرحلة الجديدة التي وضعهم في مواجهتها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، بمباركة من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. كما أن الهيئة إذا كانت أملا ظل يرجوه مرسل الرسالة الإعلامية، فإن الأمل الأكبر هو الحصول على رضا المتلقي لهذه الرسالة، وهو هدف صاحب القرار الذي نرجو أن يتحقق». هجرة عكسية وفي ذات السياق قال النجم في مجال التمثيل والمتمرس في الإنتاج حسن عسيري صاحب التجارب السابقة في مجالات الإنتاج الدرامي في الداخل والخارج، والذي تنسب إليه الكثير من نجاحات الإنتاج المحلي: تنظيمات ولوائح لعمليات المنصات الفضائية والمدن الإعلامية وقوانينها ولوائحها ستنظم، وبشكل مناسب ومؤثر، عودة البث التلفزيوني للقنوات السعودية المهاجرة بداية كما وهذا مهم أيضا ستفتح الباب واسعا لكل القنوات التي سيصرح لها بالانطلاق من المملكة وما أتمناه هو الاستثمار الحقيقي لهذه المكتسبات التي لن تنجح ما لم يكن هناك خدمات لوجستية وقانونية واضحة ومنظمة لما تحتاجه هذه المدن الإعلامية والقنوات التلفزيونية، هذا تحول مهم كبير جدا ومحرك حقيقي لسوق البث التلفزيوني، وهنا يجب توضيح خطوات تنظيم زيارات للإعلاميين والإعلاميات وتنظيمات المناطق الإعلامية الحرة. لا بد أن تقوم هيئة الإعلام المرئي والمسموع بعقد اتفاقيات مناسبة مع الهيئة العامة للاستثمار ومع وزارة التجارة لتقديم خدمات المكتب الموحد للمستثمرين السعوديين وزيارتهم وشرح هذه التطورات لهم وإعطائهم الضمانات فيما يخص استثماراتهم وتنظيم المكتب الموحد الذي اقترحه لهم مع هيئة الاستثمار أن ينهي من نقطة واحدة كافة خدماتهم من تأشيرات وزيارات وكافة الإجراءات. والآن، وفي ظل وجود ثلاث هيئات مهمة جدا، وهي نقطة التحول الحقيقي للإعلام السعودي حديثا، أدعو وزير الثقافة والإعلام إلى سرعة اختيار رؤساء هذه الهيئات ليبدأوا بالخطوات التحضيرية والتنفيذية لهيئاتهم وأن يكون بين رؤساء هذه الهيئات التنسيق الكامل والاجتماعات الدورية لتخلق التكامل المنظم لصناعة الإعلام السعودي، بما يتاح لهم من مرونة. اعتراف من جانبه تحدث الفنان والمنتج حسن أبو حسنة قائلا: لوحظ في الفترة الأخيرة أن الدراما السعودية، بالنسبة للقنوات التلفزيونية، عطفا على حاجة شركات الإعلان، لها مكانتها وأهميتها، وصدور مثل هذا القرار سيساهم كثيرا في تحويل الإنتاج في المملكة من هواية إلى احتراف «صناعة»، وهذه الصناعة تحتاج إلى توفر عناصر كثيرة، منها توفر الفنيين والعمالة التي تضمن استمرارية هذه الصناعة، وإن ما أعلن عنه وعن الموافقة عليه يعتبر اعترافا لهذه الصناعة، ما سيشجع كثيرا من رؤوس الأموال على الدخول فيها، وبالتالي ارتفاع مستوى الأعمال الدرامية المحلية مستقبلا. عتبة أولى إلى ذلك قال المنتج العربي إسماعيل كتكت: «مجرد أن يبارك مجلس الوزراء السعودي مثل هذه الخطوة وهو ما حدث الأسبوع الماضي أستطيع القول عنه إنه العتبة وليس الخطوة الأولى، فالخطوة الأولى نحو تقديم دراما سعودية من خلال تنظيم وهيكلة جداول إعلام تخدم العمل الفني، وهذا حدث في المملكة منذ زمن بعيد، وذلك منذ أن كنت أعمل في الرياض كإعلامي في صحيفة الجزيرة، متعاملا مع الكثير من رجالات الإنتاج الفني، ومنهم من بدأت الإنتاج معه، مثل حسن أبو حسنة وحامد حمدالله وابنه أنور حمدالله. دعني أقول لك إنني متفائل، وأعتقد أن بدايات مشاريع إنتاجية ضخمة مثل هذه ستنتج ما يتناسب وطموحات المسؤولين السعوديين والمشاهد السعودي والعربي، لأني أكاد أجزم أن السعوديين سيبدأون في هذا المنحى من حيث انتهى الآخرون».