هذه رسالة موجهة إلى وزير الثقافة والإعلام وأقول في البداية اسمح لي يا معالي الوزير، أولا أن أهنئك بحب الناس لك، وسؤالهم عنكم للاطمئنان على صحتكم، واسمح لي ثانيا، ونظرا لأنكم في إجازة الآن، أن أكف عنكم متاعب العمل وأوجه رسالتي هذه المرة لنائبكم الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز.. لن أتحدث عن دور الإعلام وأهميته، فأنتم أهله، ولن أخبركم عن الدور الذي صارت تتكفل به صناعة الإنتاج التلفزيوني، ولكن نريد أن نقول إنه لا بد من نقاش جدي وحاسم وسريع حول زيادة المخصصات المالية لدعم صناعة الإنتاج التلفزيوني محليا، والاستفادة من عائدات هذه الصناعة لتكون في صالح بلادنا وصالح أبناء الوطن وصالح الثقافة السعودية التي يستفيد منها الجميع. يتحدث البعض ولهم الحق يا سمو الأمير عن ضرورة رفع مستوى جوده الإنتاج التلفزيوني السعودي قبل المطالبة بدعمه، ونقول نحن: وكيف تحصل التنمية في أي قطاع دون دعم الانطلاق والتأسيس والتدعيم المرحلي المتواصل كما يحدث مع كل الصناعات السعودية الأخرى؟ ما يعانيه المنتج السعودي لا يعانيه منتج في العالم، نحن ننتج ضمن دعم إنتاجي غير كافٍ، ومع ذلك ننتج، ونستمر في المغامرة بالإنتاج في ظل غياب كامل للوائح والنظم التي كان يجب أن تكون المنظم الرئيس للإنتاج.. ننتج مع انعدام التأهيل السعودي الأكاديمي لتخصصات الإنتاج التلفزيوني التي نتمنى أن تعتمد ضمن تخصصات الابتعاث لمشروع خادم الحرمين، ومع ذلك نستمر في الإنتاج.. وسنستمر. عشرات من النقاط والتساؤلات.. هناك من يقول إن الإنتاج الدرامي السعودي لا يضاهي في جودته الإنتاج في الدول الشقيقة.. هم لا يعرفون أن من يستطيع مواصلة الإنتاج في ظروف لوجستية قاسية يكون بطلا، ويجب أن نشد على يديه ليواصل أكثر وأكثر، ويجب أن نبحث عن وسائل لدعمه كي يستمر.. على هؤلاء فقط أن يبحثوا عن الدعم الحكومي منقطع النظير، والمؤسسات النقابية، وروابط ومعاهد ومدنٍ للإنتاج التلفزيوني، في الكويت والإمارات وقطر والآن في سلطنة عمان ولن أتحدث عن دول عربية أخرى. إن أي حديث عن التشكيك في أهمية الفنون والثقافة، وكونها ترفا أو تسلية وحسب، هو حديث غير منطقي اليوم، ولا كان منطقيا أساسا، الثقافة والفنون هي المدخل الذي نعرف من خلاله تقدم المجتمعات وريادتها وعدم انقيادها لثقافات مجاورة. إن الإنتاج التلفزيوني المحلي يمر بأخطر مرحلة في تاريخه، حيث يتجه الجميع دولا واستثمارات إعلامية كبيرة لصناعة الإنتاج التلفزيوني، مستهدفين السوق الأهم على الإطلاق وهو السوق السعودي (المشاهد السعودي). ولن يسعف هذا الأمر إلا نقاش سريع وواضح ومباشر مع وزارة المالية لتقديم دعم مالي سريع لن تبخل به حكومتنا. لا بد أن يتم تخصيص ما لا يقل عن مئة مليون ريال وبشكل عاجل لزيادة إنتاج البرامج والدراما السعودية، وأن يظل هذا الرقم متزايدا سنويا، لأن زيادة جودة المحتوى هي زيادة أوسع في المردود الإعلاني، ولا يمكن استثمار القنوات السعودية ماليا إطلاقا ما لم يتم تطوير المحتوى.