لقد بحث المختصون في كل العصور عن مصدر السعادة ومصدر التعاسة في حياة الإنسان، ولكنهم وفي بحثهم لم يجدوها في (نجاحات) الإنسان.!. ولم يجدوها أيضا في كثرة مال الإنسان ولا في عظمة جاهه.؟. حيث كان من المفترض أن يجد الإنسان السعادة عندما يحقق نجاحا.؟. وأن يشعر بالتعاسة عندما يصادف فشلا.؟. ولكن وجدوا أن المسألة ليست بهذه البساطة.!. فهناك كثيرون شعروا بالشقاء رغم ما حققوا من نجاح وثراء، وهناك أيضا من يشعرون بالسعادة رغم ما يمرون به من معاناة في الحياة ومن تجارب يصفها البعض بالفشل. وهكذا يبدو أن النجاح والمال والجاه ليست هي المصدر الأساسي للسعادة البشرية.؟ والواقع وكما توصل إليه الباحثون أن المصدر الأساسي للسعادة هو شيء في داخلنا..!. فلقد ولد الإنسان وبداخله قدر من السعادة.!. والحقيقة إن الإنسان قد كتبت سعادته وشقاؤه وهو في بطن أمه.. وقد علمنا وتعلمنا ذلك من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، في الحديث الصحيح، فعن ابن مسعود رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا، فيؤمر بكتابة أربع كلمات ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح ..). إذن فالسعادة والشقاء شيء داخلي مكتوب في (الجينات) الوراثية في الإنسان منذ وجوده في بطن أمه..!. والأشياء الخارجية الأخرى، كالنجاح والثروة وغيرهما لا تصنع وحدها السعادة.!. وللوصول إلى (مركز) السعادة الداخلية، فإن مفتاحها «ألا بذكر الله تطمئن القلوب..». إذن سعادة الإنسان تكمن في القلب، القلب العامر بالإيمان، القلب الراضي بما قسم له الله من زخرف الدنيا.!.