«إن الإنسان وإن ولد حرا يظل عبدا لقسوة الشرائع التي سنها آباؤه وأجداده» (جبران خليل جبران).. حين تتراكم الثقافات وتتوارثها الأجيال جيلا يليه جيل.. تخلق في نفوس متوارثيها ما يشبه العقيدة، تتشكل لدى أفرادها هالات قداسة حول كل ما كان إرثا ثقافيا سنه الأجداد منذ غابر الأزمنة !، فيصبح مبدأ لا نحيد عنه حتى لو كان لا يتناسب مع حاضرنا ويؤخرنا عن عجلة العصر السريعة والمتغيرة !.. والسبب أننا نورث ثقافاتنا متناسخة ونعيب على من يريد الابتكار والتغيير المفيد رغم أن التغيير ظاهرة صحية ما لم يمس أركان الدين.. كل ذلك صار نتاجه أصنافا شتى من الإمعيين والمطبلين في المجتمع!. يرفعون من شأن الأشياء التي تنامى بأذهانهم تقديسها دون حق ويحاربون بشراسة من يحاول نقدها حتى لو كان نقدا غرضه رفع مقامها، أو تجدهم ينزهون ثمة رجلا ويجعلونه في منزلة لا تقبل الخطأ، وحين تخالف في الرأي ذلك المتبوع.. تهاجمك مناقير الأتباع دون وعي وإدراك لتجاوزك حدود الهالة التي أحاطوا بها شخصهم كما يعتقدون !، ويقومون بإطلاق شتى أنواع الشتائم والسباب التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة، المهم هو أن ينصروا متبوعهم وكأننا أعداء في ميدان حرب ومنافسة إما منتصر أو مهزوم !.. ما يجب أن نؤمن به هو أن كل ما خلق هو دون منزلة النزاهة والقداسة وهو قابل للتصحيح إن وجدناه خطأ والتغيير بإيجابية إن لمسنا منه ما كان غير صالح وغير متوافق مع حاضرنا. سلطانة الحربي