حتى العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان اختلفنا عليهما، ففي ندوة أقميت مؤخراً في أحد فنادق جدة بمناسبة الخدمة الاجتماعية وشهر الاحتفال بها، شرح لنا أحد الضيوف من إحدى الدول العربية نموذجاً لحالة من مواطنيه، والتي كانت عبارة عن استعراض حالة حدثت كانت كالتالي: (دخل احد الرجال منزل في غياب الزوج، وحاول التحرش بالخادمة التي قاومته وضربته بشراسة وأبلغت عنه سيدة المنزل التي احتارت هل تبلغ الشرطة أم تتركه بعد ضرب واعترف بخطأه واتصلت به طالبة منه المشورة فنصحها بالغفران والمسامحة، وطلب رأينا فيما اقترحه، فوافقه البعض ورفض رأيه البعض الآخر، وكنت بالطبع من الرأي الآخر بعدما سمعت تحليله بخصوص العدالة الاجتماعية (ان الرجل غريب عن البلاد ولأنه يعمل في مهنة بسيطة فهو لا يتمكن من استقدام زوجته التي تعد الأيام لعودته اليها ولا تهنأ بالنوم وهو يعمل من اجل سد حاجات الأسرة، ثم ختم بجملة هبطت عليّ كالصاعقة (الرجل ضعيف امام رغباته الجسدية!). الإحساس بالآخر جميل وطلب العدالة للجميع (جميل أيضاً)، ومن طلب العدالة أن يسمح لأصحاب المهن البسيطة باستقدام زوجاتهم لو كانوا من فئة المتزوجين حماية لأنفسهم وحماية للمجتمع رغم أن هذا الموضوع بهذا الشكل مثالي للغاية وسأعود له لاحقاً لأهميته. غاب عن المحاضر التي كانت محاضرته جميلة ما عدا هذا الجزء الشائك الذي أفقدني الثقة في باقي المحاور رغم أهميتها ودلالاتها (ان الخادمة أيضاً غريبة وهي هناك لتسد حاجات اسرتها التي تنتظرها، ومن حقها البقاء على حرمة جسدها عفيفاً دون تدنيس، وهو كان قريباً جداً من فعل ذلك، وكونه لم يتمكن كونها قاومت بشراسة لا يجعل منه ضحية نطالب له بالرحمة كونه ضعيفاً امام رغباته الجسدية المحروم منها نظراً لغياب زوجته عن نظره كما يتصور المحاضر، وقد يكون ذلك صحيحاً أو نفترض انها نظرة سليمة المنشأ تعمل على خاصية الاعفاف، وأن الشبعان لن يخطف شيئاً لا يملكه ولن يدخل بيوت الآخرين ليروعهم وليسلب منهم حرمة أجسادهم ليطفأ ناره هو... سؤالي لماذا إذن أغلب المبتزين والمتحرشين والمغتصبين هم من المتزوجين؟ أتمنى لو يملك احد ما إجابة على سؤالي البريء الذي لا أقصد به شيئاً سوى الإشارة إلى ان هناك شخصيات لا تحب الا كل شيء صعب كل شيء مذل كل شيء بعيد المنال يتمتعون كالصياد الذي ينتظر فريسته لينقض عليها ولو مرت امامه بهدوء لما نظر فيها، هؤلاء يحتاجون للعدالة التي تخلص المجتمع من جنونهم ومنها معالجتهم وعقوبتهم كفانا وضع مبررات وتبريرات لكل رجل وأختم بسؤال لإحدى الحاضرات قالته سراً ماذا لو كانت من قامت بالجريمة امرأة هي التي دخلت بيتاً لا تملكه وحاولت اغتصاب رجل لا يحل لها هل كانت ستحظى بكل هذه الرحمة وطلب العدالة أم «ستنشر نشراً»، ونسمع عنها في جميع الإذاعات متبوعة بوصف حي لكل الشتائم المعروفة وغير المعروفة فقط لأنها امرأة والمفترض انها ليست ضعيفة وسهلة الأغواء كالرجل؟! [email protected]