تقريبا، يعد «الحشيش» (نبات القنب) أكثر أنواع المخدرات التي لا تكافح على مستوى الأعمال والبرامج التلفزيونية، ويروج لها في غالبية المسلسلات التي تقدم «المحشش» بصور متعددة، ويستخدم الطرح البصري لترويجه المجاني من خلال تقديم «التحشيش» كملاذ للمحبطين، ويحمل رسائل ترويجية في الأفلام والأغاني والمقاطع الفكاهية، بتجسيد أدوار شخصيات ترغب فيه.. ومن يطالع «ويكيبيديا (الموسوعة الحرة)» على الإنترنت تذهله الصيغة الانتقائية الترويجية الكريهة التي تغزلت في استعمالاته الطبية القليلة، وقد نختلف عليها ونتفق على بدائلها، وتم إغفال ذكر أخطاره الجمة. ** أظهرت دراسة طبية بريطانية حديثة أن تدخين الحشيش يسبب الغباء، وأضرارا بالغة للجهاز العصبي المركزي لا يصلح معها أي علاج وفقا للدراسة المنشورة هذا الأسبوع في مجلة تصدرها الأكاديمية الأمريكية للعلوم، تتراجع نسبة الذكاء بدرجة أكبر كلما دخن الإنسان الحشيش في سن مبكرة، ما يؤدي إلى تدهور واضح في حالة مراكز معينة بالمخ، أبرزها يخص التركيز والذاكرة، ويستمر التدهور كلما استمر الشخص في تدخين الحشيش. الدراسة البريطانية، وعمرها 40 عاما، درست تداعيات تعاطي الحشيش على ما يقارب 38 ألف شخص، وهي تقدم «إعلانا واضحا على غباء المحششين»، وتشير إلى أن هناك حالة تراضٍ، خصوصا الصمت الموجه لتعاطي المراهقين بدون حماية أو تكريه وتحذير على الأقل. المهم أن يكون لدينا محليا مواجهة وحلول تنطلق بداية من تجريم، أو تحديد ضوابط ترشد الطرح المرئي المرتبط بظاهرة التحشيش، مع تبني «مكافحة المخدرات» رسائل توعية مبتكرة ومؤثرة، وإطلاق حملات يشارك فيها الشباب لإدماجهم في برامج وأفكار المكافحة.. وتتحمل منظمات المجتمع المدني وقطاعات الإعلام المسؤولية، ولها دور جوهري من خلال البرامج التي تفند وتنقد الطرح الدرامي والسينمائي، ومحتوى المقاطع المرئية، خصوصا الموجهة للشباب. أعتقد أن أكبر مسؤولية تقع على قطاع الإنتاج والفنانين، في حال طرح المتعاطي كحالة من حالات التعبير، بتجنب ترغيب البسطاء والمراهقين والبؤساء في تعاطيه.. وعدم طرحه كمتنفس وأسلوب ترفيه وربطه بخفة الظل، لأن الأصل في تجريم وتحريم المخدرات ناتج من كونها تذهب العقل، وتفقد الإنسان أهليته وصحته، وتسهل استغلاله وابتزازه..! @a22asma [email protected]