هل يعقل أن ما يتم تداوله من نكت عن المتعاطين للحشيش «المحششين»، لم يلفت الانتباه إلى أهمية تقبيح ذلك والنهي عنه، توقعت أن يتفاقم الأمر وسط هذا الصمت وكأن فكرة ربط الحشيش بالطرائف والملح أمر عادي، ولن يستقر في النفوس ويرسم صورة ذهنية إيجابية، على الأقل لن يكون كريها ذلك الذي يتعاطى الحشيش بل هو شخصية مسالمة وخفيفة ظل وأداؤها يدخل السرور على النفس بحسب ما توحي به نكت تصلنا عبر وسائل الإعلام الجديد والإلكتروني..! ربط النكتة بالحشيش وتعاطيه يعني استهانتنا بحجم تأثيراتها والتهاون في الترغيب في المخدرات من خلال النكتة التي تعد بوابة تسويق مجانية. الأدهى من ذلك أن يحمل البريد الإلكتروني طابع الطرح المتدين، (اعتذر لإيراد مفردات عامية لأهمية وجود نموذج يدلل على ما يتم نقده) عندما يستهل البريد الإلكتروني أو «البرود كاست» في البلاك بيري بجملة «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» ثم يورد التالي: محشش شاف برج عالي قال: لا إله إلا الله، ومشى شاف مرقص قال: أستغفر الله، ومشى شاف مجنون قدامه. قال: الحمدلله، شاف مسجد قدامه قال: الله أكبر، ومشى شاف اثنين متمشكلين قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ثم يختم النكتة بالخلاصة التالية: شفت كيف كسبت حسنات وأنت مو داري، مع تحيات جمعية تأخذ أجر غصب عنك..! ويختم البريد الإلكتروني بلفظ الجلالة!! كيف يستقيم موضوع البريد مع بدايته وختامه ويصل تغلغل فكرة الإعجاب والاعتقاد بأن التحشيش وتمريره فكرة ربما تدعو وتحرض على ذكر الله.. هل نضبت الأفكار الخلاقة..؟! لا بد أن نعي خطورة توظيف النكتة لخدمة وتسويغ الانحراف، الخطورة تكمن في كون ما يصلنا عبر وسائل التواصل يربط بين التحشيش ومنابر وشخصيات يفترض أن لها مكانتها الاعتبارية وتأثيراتها مثل منبر الجمعة أو من يحملون سمات معينة، أو المؤذنين وأئمة المساجد. [email protected]