قبل تناول أخبار ونكات (المحششين والمساطيل) يجب أن نشيد بالجهود الكبيرة التي أعلنتها مؤخراً (وزارة الداخلية) من خلال (البيان الثالث عشر) بضبطها كميات كبيرة من المخدرات خلال ال(120 يوماً الماضية) والقبض على (مئات المهرّبين والمروِّجين)، وبقدر فرحتنا بهذا الخبر والإنجاز، إلا أننا نشعر (بحجم الخطر) الذي يستهدف شباب وطننا بمثل هذه الكميات المهرَّبة والتي تستدعي تضافر الجهود بالتزامن مع برامج التأهيل والعلاج، فشكراً لكل (رجال مكافحة المخدرات المخلصين) ونقول لهم (إننا فخورون بجهودكم) وفَّقكم الله. أعود لعلوم (المحششين) - شفاهم الله- والتي ملأت ساحات الإنترنت وتويتر خلال الأيام الماضية، فقد ناقشت (بالأمس) مساعد مدير عام إدارة مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبد الإله الشريف حول تعليقه الأخير الذي لم يرق للبعض عن خطر ترويج (نكات المحششين) بين الشباب وصغار السن، واعتباره بأنها (هجمات ترويجية) مخططة لإظهار الحشيش بأنه (عالم من السعادة والأنس) فيما الحقيقة غير ذلك..! الشريف قال لي (يؤسفني) تعليق البعض خصوصاً من الكتَّاب والمغرّدين (عبر تويتر) بتهكم على هذه المعلومة، التي توصلنا إليها (بدراسات وخبرة) وتحليل لشخصيات (مدمنين من صغار السن) كان السبب في وقوعهم في هذا (الأمر) هو استمراء وقبول مثل هذه النكات وانتشارها بينهم، ثم الفضول في اكتشاف (عالم التحشيش) وتجربته (لمرة واحدة) طلباً للنشوة (الزائفة والكاذبة) التي يتم تداولها والترويج لها في هذه النكات، وهنا يقع الفأس في الرأس..! حقيقة كلام الرجل مقنع، ومن خلال تجربة واطلاع، وأنا أتفق معه تماماً، فقد صوّرت لنا هذه النكات كل ما يصنعه (الأخ المحشش) أثناء (سطلته) بأنه نتيجة (الروقان) اللي هو عايشه، وأحياناً يتم ربط (نكته) على لسانه بحكمة صحيحة أو انتقاد مقنع لحالة أو ضيقة (نمر بها) أو التوصل إلى معلومة جديدة (مضيعينها) وجديرة بالطرح كل هذا يتم تداوله بين شبابنا بابتسامة يصنعها فكر (محشش)..! إن ما يصنعه (المحشش) في الببي أو تويتر وتصويره (كمتنفس) لهمومنا ومشاكلنا (أمر خطير جداً)، وهنا يجب محاربة هذا الأمر لكشف (صورة البؤس الحقيقة) لمن يتعاطى (الحشيش)، ولتصحيح المفهوم الخاطئ الذي ربط (خفة الظل) والابتسامة، والفهلوة على قولة إخواننا في مصر (بالمحشش أو المسطول)..؟! إن إيجاد إدارة أو قسم لمكافحة (ترويج نكات المحششين) أمر مقبول للحد منها رغم تهكم البعض، وحتى لا يتحول غداً مروّجو هذه (النكات والابتسامات) من صغار السن والشباب إلى متعاطين ومروِّجين حقيقيين (للحشيش) يصعب علاجهم..! الحل بسيط وبيد كل منا؛ فعند تلقيك (نكتة) بتوقيع (محشش) وهي ترد إلينا بالعشرات يومياً, لا تعد نشرها أو غير اسمه إلى (غبي) أو (واحد من الناس) لأن (المحشش) في الأصل (مسطول 24 ساعة) مدمن ومريض يحتاج للعلاج، ولن يغضب منك عندما تزيّل اسمه..! وعلى دروب الخير نلتقي.