ما الذي سوف يبقى إذا رحت أنزع عنك الأساطير أرمي المحار الذي في الخيال إلى الوحل؟ ماذا سأصنع بالأرق العذب ماذا سأصنع بالأرق العذب بالجارحات الأنيقات أما لقيتك دون الضباب الجميل كما أنت.. كن لي كما أنت معتكرا غارقا في السفوح البعيدة مختلطا بالثمار ومكتئبا كالعيون الوحيدة بيني وبينك هذا الضباب الذي يمنح الحلم أشواقه يمنح الوهم أجنحة الماء ها أنت فيه غوي كنافورة من نخيل كأرجوحة من هديل. يقولون كنت هنا منذ أول فجر وآباؤنا بذروا فيك أحلامهم بذورنا - ولما نزل في الأماني - على الموج وكنا حقول الهوى فوق زرقتك البكر كنا الزغاريد تشعلها الفاطمات إذا ما أطلوا مع السحب (دانه .. دانه .. لا .. دانه) ها نحن جئنا ولسنا نريد اللآلئ لسنا نريد الذي لم يزل نازحا في امتدادك إنا نريد الوجوه التي كان آباؤنا يبذرون على الموج أسماءنا أن نسير على الأرض دون انحناء ... وها أنت كالحزن تنداح تنداح دون انتهاء .. وبيني وبينك هذا الضباب الجميل - ترمدت الشهب الحلمية يلبس عري الصخور هو الآن لا ماء في الماء أوقفني مرة نورس كان في البعد أسمع من ريشه المتقاطر لحنا وأخيلة تغسل الموت من كل أوهامنا المشرئبة بالخوف لكنه ذاب في الملح ..