كلون الماء؛ لون الشعر: – طلّت الحَيّرة من فوق الألوان. شاهدَتها الألوان وهي تتجسسُ على عريها. فأرغمتها على أن تتعرى معها .. تعرّت الحَيّرة مع الألوان، وصارت لون الماء! – جد الماءِ الأول، بحيرة في السماء. – جد الماءِ الأخير، نهرٌ شقّه كعبُ نبي! – القصيدة المرأة، مملوءة بالماء، مملوءة بلون الماءِ، مملوءة بالحَيرة! – عندما يتذكر الإنسان أن جسده حبسٌ واهن ويحملُ الحديد والحجر، فإن جبهته تصيحُ، وتهطلُ ماء الضعف! – الجباهُ، أيضاً تصبُّ الماء، عندما تخافُ من الخطايا والأزلام، تصبُّ حتى في أطراف حقول الغابة، عند العواء! – وهناك، على الضفة البعيدة، عاشقان، يغرسان أصابعهما في الماء، ويتراشقان الحُب والضوء! غضبُ الماء: – يضجرُ الماء، وتغضبُ الريح، يتحدان، ويضربان أطراف أمهما الطبيعة، ويغزوان على المدينة، فتبكي عجوز، وينكسر الخشب، وتئنّ الشواطئ .. بعد أن احتلها البحرُ، وبعدُ الأطفال! – كان الماء نائماً، وهبط إليه أخوان، غرقا، ولم يستيقظ لينقذهما! – المنارة، هي الوحيدة التي لم يُشعروها أن الماء قادم، وسيصفعها، هربوا وتركوها للمفاجأة، كانت سامقة في انتظار المسافر البعيد، تلوّح له بفانوسها المتعالي. المسافر ضلّ الطريق إلى الوطن، وهي توجّعت في بطنها، وبكت عليها الصخور! “أشد من الماء حزناً”: يقول الشاعر الشفيف محمد العلي: لا ماء في الماء وقفني مرة نورس كان في البعد أسمع من ريشه المتقاطر لحناً وأخيلة تغسل الموت من كل أوهامنا المشرئبة بالخوف لكنه ذاب في الملح.. أعدو قرونًا على السيف أسأل كل الشموس التي اختبأت فيه كل الحرارات كل الرياح، المرايا، المراكب سرت إلى أين يا زرقة علمتنا الأناشيد