لماذا تأخَّرتَ عن حِصَّةِ النارِ يا أيُّها الأزليُّ الذي انْصَهَرَتْ في مداهُ الحِقَبْ؟! لماذا تواريتَ خلف الدخانِ الكفيفِ تشيحُ بوجهكَ عن قسماتِ الربيعِ الذي شطبتهُ الرصاصةُ لكنَّهُ بالدماءِ انْكَتَبْ؟! لماذا تخشَّبت في زمن ليس يؤمن بالمعجزات لكي يتكلَّم فيك الخشبْ؟! لك اليوم أن تتعلَّم كيف تعيد ابتكارَ المياهِ على شكلِ صاعقةٍ من لهبْ لك اليوم أن تتطهَّر من آسن الموج.. أن تتطهَّر في موجةٍ من غضبْ! أتيناك يا سادن الماء نحملُ بارودَنا في الرؤوسِ.. أتيناك قافلةً مات (نهَّامُ)ها في الطريق فليس الأوانُ أوانَ الأناشيد لكنَّهُ موسمٌ للمواليدِ فاسمعْ مخاض المحارات تلهث..اسمعْ صراخ المواعيد تنسلُّ من رَحِمِ الوقت في هذه اللحظة الكاتمةْ نشدُّ على قفص القهر حول النفوس..ونحسب قائمةَ الشهداءِ من الصفرِ حتَّى أعالي القمرْ إنَّنا فتيةٌ آمنوا بالعدالة في زرقة الماء واستنكروا موتَها في البشرْ أتيناك ندفع دولابَ أعمارنا باتجاه الخلاص ونجلو الحنين الذي لم يزل شابحاً للسماوات حتَّى هطول القدرْ فأَبْحِرْ بنا نُضْجَ لؤلؤةٍ في مداك لنقبسَ أحلامَنا من وميض الدُّرَرْ تركنا هلال البداية مستوحداً بالمدى وأتيناك نبحث عن قمر الخاتمةْ أتيناك قافلةً مات (نهَّامُ)ها في الطريق فليس الأوانُ أوانَ الأناشيد لكنَّهُ موسمٌ للمواليدِ فاسمعْ مخاض المحارات تلهث..اسمعْ صراخ المواعيد تنسلُّ من رَحِمِ الوقت في هذه اللحظة الكاتمةْ وها نحن ننزف ما سوف نحتاجُهُ من دمٍ كي نعمِّد هذي اللآلئ.. ها نحن نحرس مهد المشيئة حتَّى نربِّي مصائرَنا القادمةْ وها نحن نُرضع أيَّامنا من حليب الوصايا وننتظر اللحظة الفاطمةْ فماذا ستصنع إنْ نضج اللؤلؤُ الغضُّ فيك وحانت قيامتُهُ الحاسمة؟! أنت يا شاعرا مزمنا يتبوَّأ عزلتَهُ في البعيد وينتظمُ الفُلْكَ (شعراً) على صفحة الموج ثُمَّ (يُقَفِّيهِ) بالأشرعةْ أنت يا شاعرا مزمنا يتبوَّأ عزلتَهُ المُتْرَعَةْ يا صديق العناصر منذ البدايات يا عرقا سيَّلَتْهُ جباهُ الجدود وهُمْ يُطعمون حلوقَ المجاديف لحمَ السواعد والأذرعةْ أتيناك نحمل ذات الجباهِ المُوَشَّاةِ بالسُّمرة الموجَعةْ فماذا تبدَّل في البحر كي يلبس الدرُّ شكلَ الرصاصِ وكي تستحيل النوارسُ أسلحةً مُشْرَعَةْ؟! هنا قامةُ الوَعْرِ تمتدُّ والأفق يعوي.. فمن أين تأتي الذئابُ إلى البحرِ؟ من أين تأتي الذئابُ وتطلقُ في أفْقك الزوبعةْ