منطلق سهما.. مخترقا جدران الأصوات إليك، إليك الرحلة، صوم الأعوام، الأيام المشنوقة في تاريخي تتأرجح بين العينين، تلوم ذراعي المشلولة، ماء الوجه، القدم المجنونة، صمت القلب، القلب حدائق تتفتح، تختال، القلب المرآة، انتبهي لي، إني أدعوك، أمد يدي إلى آخر طولهما، أدعوك، نذرت القلب لعينيك الخضراوين، لوجهك، وجهك ملتفت عني، لا يسمعني وأنا أصرخ أصرخ، من آخر صوتي، منفيا فيك أنادي.. يخنقني صوتي. ستجيء من الأيام الأيام العرس العيد، يعانقنا البدء حصادا، أعلم أني يوما آتيك مواسم، أنشق على كفيك ثيابا للأطفال، رغيفا أنشق رغيفين فأربعة فثمانية.. حتى تشبع كل الأفواه، جئتك ظمآنا كالموج، عتيا كالريح، بهيا منفردا كالنجم، أعانق فيك مواعيد العودة للوطن الغائب، كان ارتحل الوطن يجوب الآفاق، ينقب عن رزق كنا ننتظر العودة في حجرات سعال ليلى يندس عفيا ما بين شهيقين، وقفت طويلا في البرد الحلو عشيقا مرتقبا وجهك ينهد من بين وجوه التلميذات، ملت قصية شعر من عيني كانت رأس المال وغبت، رسمت على زندي قلبا يطعنه سهم، ها أنذا آتيك الليلة، ها أنذا منطلق سهما أخترق جدار الأصوات إليك، أنادي ملء الريح، تنادي الريح .. أنادي.. يخنقني صوتي. انتظريني حين يعود الوطن الغائب، أحمل في جمجمتي ميعادا، أحمل زادا وعتادا، في كفي: كيف الحال؟؟.. انتظريني في ميلاد الطفل أبا، في خوف الأيدي أن تمتد لآخذ الحق يدا، في الأمس غدا، في الصمت لسانا، ها أنذا منطلق سهما مخترقا جدران الأصوات إليك لعلك تلتفتين لصوتي.. وأنا.. يخنقني صوتي.