فشل كل من النظام السوري والجيش الحر في حسم المعارك لصالحه، وفي ظل حالة التوازن بادر الثوار إلى إنشاء وحدات تشرف على إدارة الخدمات مثل توزيع المحروقات والخبز وإدارة السجون في المدن التي يسيطرون عليها وخاصة في المناطق الشمالية من البلاد مثل السجن الرئيسي في (ماريا) شمال حلب وفي (الباب) حيث يقبع حوالي 60 معتقلا من عناصر الجيش النظامي وميليشيات الشبيحة. وقال محمد نوح المسؤول عن السجون التي يسيطر عليها الثوار لصحيفة (كرونيكل) الأمريكية إنه يحرص على احترام حقوق الإنسان وعلى الالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بأسرى الحرب، نافيا وبشدة شائعات التعذيب. من ناحيتها، قالت (آنا نيستات) من منطمة هيومان رايتس واتش إنه من المهم جدا أن تحرص قيادة الثوار على عدم اللجوء إلى أعمال التعذيب التي يمارسها النظام السوري منذ زمن بعيد. من جهة ثانية، وصفت (دوناتيلا روفيرا) الخبيرة في الشؤون السورية والعاملة لدى منظمة العفو الدولية كيف تعمدت قوات الأسد السورية قصف الأحياء السكنية بصورة عشوائية وكيفية قيامها بعرض الجثث المشوهة من التعذيب في الشوارع، وتحدثت عن الفوضى العارمة بين صفوف مقاتلي المعارضة.ففي حوار مع مجلة فوكوس الألمانية عقب زيارتها لمدينة حلب المنكوبة قالت (روفيرا): «لا توجد هناك أية حماية للسكان المدنيين، فالنظام الأسدي يزداد شراسة ووحشية ضد المدنيين بحيث يقتل منهم العشرات يوميا بواسطة الطائرات النفاثة والقنابل الحارقة التي كان حصل عليها من الترسانة السوفيتية القديمة بدون أي تمييز بين النساء والأطفال والمسنين، وفي معظم عملياته هذه لا يقتل المقاتلين من الثوار بل المدنيين بمن فيهم من يؤيده».