أكدت «منظمة العفو الدولية» ان المدنيين يواجهون «عنفاً فظيعاً» في مدينة حلب، متهمة النظام السوري باستهداف الاحياء السكنية بالضربات الجوية والقصف من دون تمييز. وقالت دوناتيلا روفيرا من منظمة العفو الدولية بعد عودتها من زيارة الى حلب، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة امس إن «استخدام القوات النظامية للاسلحة التي تفتقد الى الدقة مثل القنابل غير الموجهة الى اهداف محددة، وقذائف المدفعية والهاون، زادت الخطر على المدنيين». وقال البيان إن المنظمة حققت في حوالى ثلاثين عملية عسكرية «قتل فيها وجرح عدد كبير من المدنيين غير المتورطين في النزاع. وبين هؤلاء عدد كبير من الاطفال». وأضاف ان القصف يستهدف من دون تمييز الاحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، بدلاً من الاهداف العسكرية. وتابع: «المدنيون يتعرضون لمستوى فظيع من العنف ...، وهم يواجهون يومياً قصفاً مدفعياً وضربات جوية من القوات الحكومية»، مشيراً الى ان البعض منهم قتلوا في اماكن لجأوا اليها بعد الهرب من منازلهم. كما اشارت المنظمة الى ان بعض المدنيين قتلوا خلال انتظارهم في طابور للحصول على الخبز، وبينهم كيفا سمرا، فتاة في الثالثة عشرة وشقيقها زكريا في الحادية عشرة اللذان قتلا في 12 آب (اغسطس) مع جارتهما وهي والدة لاحد عشر طفلاً. وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن ارتفاع في نسبة الاعدامات الميدانية ومن دون محاكمة قام بها النظام وطاولت مدنيين غير متورطين في النزاع. وقال البيان ان «جثثاً لشبان اجمالاً مقيدة ومصابة بطلقات نارية في الرأس عثر عليها مراراً قرب مركز المخابرات الجوية الذي تسيطر عليه القوات الحكومية». كما اشار الى «انتهاكات متصاعدة» بينها اعدامات وسوء معاملة لسجناء قام بها المقاتلون المعارضون، وبينهم عناصر من «الجيش السوري الحر». ورأت منظمة العفو الدولية انه «من المخجل ان يستمر المجتمع الدولي منقسماً حول سورية، غير عابئاً بالأدلة الكبيرة حول خطورة انتهاكات حقوق الانسان، فيما المدنيون يدفعون الثمن». وقتل اكثر من 23 الف شخص في سورية منذ بداية الاضطرابات في منتصف آذار (مارس) 2011 غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.