– 1 – أقبضةٌ من تراب الخُلْد ؟ أم أَثَرُ ؟ أم أنَّها الأرضُ تتلوا آيَ مَنْ عَبَرُوا ؟ أم أنَّ ذاكرةً تحصي كواكبَها في غفلةٍ من عيونِ الليلِ ؟ أم سَفَرُ؟ سَحَابَةٌ أم صباحٌ ؟ أم حديثُهُما.. عن أنَّ نافذةً بالقربِ تنتظرُ ؟ أما أنَّها نخلةٌ ظَمْأَى وقافلةٌ تَعْبَى وصوتان يحتدَّان: يا مَطَرُ... أليس ثَمّ صدىً يرتدُّ؟ أو مَدَدٌ يمتدُّ مِنْ ما وراء الغيب ؟ أو قَدَرُ ؟ بلى.. ويبتلُّ ما فوق الثرى أبداً، وتحته جَرَّةُ التاريخِ تنكسرُ حتى إذا ما التقى الماءان قال أبي: «هنا اجتمعتُ» وقلت: «الآن أنتشرُ...» – 2 – لأنه وطنٌ تشتدُّ قامتُهُ إذا اعترى رئتيهِ هاجسٌ عَطِرُ فأبجديَّتُنا في أبجديَّتِهِ يدٌ تُحاوِلُ لكنْ هَدَّها القِصَرُ لم نبتكرْ في مدى صحرائِهِ ألِفاً إلا وياءاتُهُ في الغيمِ تُبتكَرُ كأنما جملة الظَّلماءِ مُبتدأٌ وجملةُ الضوءِ في قاموسِهِ خَبَرُ أو أننا في فضاءِ العجزِ ساريةٌ ووحدها الرايةُ الخضراءُ تقتدِرُ أو أنه (الطائفُ) الغربيُّ مُبْتَدِراً أخرى الجهاتِ ولا ينفكُّ يَبْتَدِرُ أو أنَّها لغةٌ عصماءُ أحرفُهُا، كلُّ الكلام يُباريها.. فَتَنْتَصِرُ!