الربيع ولا سيما بمنطقة مكةالمكرمة ومحافظاتها المتعطشة للأمطار والنبات فصل يحسبون له ويستعدون للاستمتاع به .. يقول البحتري : أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا=من الحسن حتى كاد أن يتكلما ونكمل: وقد حطت الأمطار في كل ديرة =وما زال فيها الجو حلوا مغيما كما اخضرت الارض التي كان وجهها=كئيبا يحاكي المغضبين تجهما وسكنت الامطار ما كان ثائراً=من الترب حتى عاد سهلا مهندما ومن بعد ان صلوا رجاء اغاثة=تفضل ذو الفضل الجزيل وأنعما وطابت لنا "الكشتات" صبحا ومغربا=نلم لها "البايات " نقدا مسلما وما "الباي" عيب بل يعد تعاونا=وكسبا لإيناس القلوب ومغنما ومكة يوم الغيم عيد لأهلها=خصوصا اذا جاد السحاب وأكرما يقولون "غيم سكري" كأنما=يريد من الانسان شيئا كأنما وفي طيبة يدعون ذلك قيلة="يقطون" من بدري ريالا ودرهما فيا طيبهم بصغارهم وكبارهم=وقد حوط التيزار ذاك المخيما يحطون في حوض الونيت خروفهم=ثنيا من الضأن النعيمي مشحما هناك "وجار" والأباريق حوله=يسهرج فيه الجمر لما تضرما تصيح مردات يصدح "دُنبق"=فتسمع مصموما وتنطق أبكما وللعود رنات يترجم صوتها=صريع الهوى اما انتشى وترنما وقوم يدقون الطبول لسامري=يناجون بدرا في السماء وأنجما ومنهم محب قال: "يا دان" ساهرا=يدوزن للكسرات سلكا مسمسما فتلك حياة الناس وقت فراغهم=ومن بعد حق الله فرضا محتما وماكان في اسمارهم ما يعيبهم=ولا قارفوا في كل ذلك مأثما إذا هود الليل البهيم تفرقوا=ليستأنفوا يوما من الأنس مفعما خيام على الشاطئ وفي درب مكة=وفي محرم التنعيم إذ طاب محرما ولكن بعض الناس لا يعجبونني=إذا ركب المغرور رأسا وصمما وغالى بتأجير الخيام ونصبها=وكان بتجميع الفلوس متيما فمن ساكني ام القرى وجوارها=مقيمون عمال يبيعون زمزما إذا قلت هذا لا يصح تطاولوا =فتسمع اعذارا وهرجاً مجعرما فصبرا على الايجار ان كان غاليا=فقد اوشك التأجير ان يتصرما يهون علينا المال من اجل متعة=فتعويض ساعات من الحظ قلما ومتعة نفس المرء مهما تكلفت=تمثل ضمادا للجراح ومرهما وقد قال في الأمثال من عاش قبلنا=لتخجل عينا "بحجة" أطعم الفما ولا تتركوا أم القماري تفوفتكم=لمن كان منكم بالطبيعة مغرما فعينك ما تنفك وهي مشوقة=إذا أبصرت سرب القماري محوما وفي "القحمة" العذراء (والبرك) مرتع=لتسرح فيه العين حينا وتحلما شواطئ بكر ملهمات لمبدع=وما كل ما تلقى من الحسن ملهما سنقضي بها فصل الربيع بصحبة=من "القوز" مناهل الحمية والحمى ونجري وراء الريم من غير طائل=ولا نشتكي آثار جهد ولا ظما و (قنفذة) الآرام والأسد دونها=ودون اصطياد الريم ان تبلغ السما وما كل عطشان سيروى بشربة=ولا اصطاد غزلان "المظيلف" من رمى