** بعد زيارته لباريس ولقائه بالرئيس الفرنسي هناك.. بدا السيد الأخضر الإبراهيمي المكلف من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة واستكمال مهمة «كوفي عنان» في سوريا.. بدا أقل حماساً من الاستمرار في المهمة.. لاسيما بعد أن جاء الرد السوري القاسي على تصريحاته بأن البلد يوشك على الدخول في حرب أهلية.. ** وكما هو معروف فإن الرئيس الفرنسي «هولاند» لا يرى لإنهاء الوضع هناك سوى استئصال نظام الأسد في أسرع وقت ممكن.. ** وعندما تقول الدولة التي تترأس مجلس الأمن في الوقت الراهن هذا الكلام.. فإن لذلك دلالته.. وفي مقدمة تلك الدلالات أن المجلس يتجه إلى إفساد الفيتو الروسي المعطل لقرار استخدام القوة ضد نظام الأسد حتى الآن. ** وأياً كانت قدرة فرنسا وحلفائها على تحقيق هذه الغاية.. فإن الأمر يبدو أقرب إلى الحسم وأن مبالغة النظام السوري في استخدام القوة تدل على أنه أخذ يفقد السيطرة ويرمي بآخر أسلحته في الميدان. ** لكن السؤال هو: إذا كان الأسد ونظامه قد أغلقوا الباب مبكراً أمام «الأخضر» فأي فرصة تبقت للحل السياسي الذي يطالب به الروس ويقف الصينيون إلى جانبهم فيه على استحياء..؟ ** إن النجاح المأمول لهذه المهمة منعقد على مدى نجاح «الإبراهيمي» في إقناع «موسكو» بكسب الوقت.. والعمل على ضمان مصالحها في المنطقة بالتفاهم مع بقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن.. مقابل توفير ملاذ آمن لصديقهم الودود «بشار» وبدء العمل في المرحلة الانتقالية في سوريا.. وإلا فإنه قد يستقيل حتى قبل أن يبدأ بالمهمة إذا هو وجد أبواب دمشق.. وموسكو مغلقة.. ** وعندها فإن الأخذ بالمقترح التركي لتوفير مناطق آمنة داخل الأراضي السورية وتغطيتها بطيران مجموعة من الدول المعنية بالوضع السوري بات ضرورة بعيداً عن المخاوف من المواجهة مع الروس والصينيين والإيرانيين فوق الأجواء السورية.