جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر القمة الإسلامي لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، لتجمع كلمة أبناء الأمة على مختلف مذاهبهم للوقوف صفا واحدا أمام الفتن التي تمر بها الأمة الإسلامية، وقد أشار عدد من العلماء والمفكرين والكتاب إلى أنها دعوة تجمع الكلمة وتوحد الصف وتحصن الأمة، وترفض الصراعات المذهبية، وتحدد المشتركات وتشخص الخلافات، وتحقق العدل والكرامة والتنمية والقوة، إضافة إلى أنها تزيد من اللحمة الوطنية في كل بلد. وفي الوقت الذي يوضح فيه مدير قسم البحث وأستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور عيد بن شريدة العنزي أن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية سوف يحل الكثير من مشكلات الأمة الاقتصادية والسياسية والمذهبية، ويقرب وجهات النظر حول الكثير من القضايا، فإن الأكاديمي والإعلامي مستشار جمعية الصحفيين الكويتية يرى أن إنشاء المركز خطوة لإلزام العلماء بتحديد المشتركات التي يمكن تعزيزها، وتشخيص المسائل الخلافية، والعمل على تخفيف وطأتها. صفا واحدا أما وكيل كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فأوضح أن واقع الأمة الإسلامية يحتم بوقفة صادقة لتحقيق العدل والكرامة والتنمية والقوة، وفق الأسس والمناهج التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدا أن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب يجعل أبناء الأمة يقفون صفا واحدا في محاربة الفتن التي تستشري في الجسد الإسلامي الواحد، وإلغاء العرقية والمذهبية والطائفية، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين بدعوته لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى كلمة سواء يؤكد حرصه على جمع الكلمة ونبذ الفرقة وإحياء لمبدأ الحوار الهادف. رفض الصراعات المذهبية من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان الدكتور خلدون عريمط، أن خادم الحرمين الشريفين بفكرته بتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، فإنه يؤكد بشكل واضح على محاربة الإرهاب والفكر الضال بهدف تحصين الأمة وعدم السماح لبعض الموتورين للعبث بالعقيدة والتاريخ والوجود، وإلى ضرورة الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الفتن ورفض الصراعات المذهبية. وأوضح عريمط أن تلك الدعوة التي جاءت من أقدس مكان وأكرمه إلى الله إلى شعوب الأمة هدفها المزيد من التضامن والتكامل والتعاون والتلاقي، وهي صرخة إيمانية في وجه الداعين لإحياء الفتن بين مكونات الأمة التي لا تنتج إلا المزيد من الفتن والتنازع والتباعد، وهو ما يرفضه الإسلام والقادة المخلصون من أبناء الأمة التي أرادها سبحانه وتعالى أن تكون خير أمة أخرجت للناس.