باتت مستلزمات العيد عبئا على بعض الأسر، وعلى الشارع وعلى المجتمع . ولعل السبب يعود إلى الشخص الذي لم يخطط جيدا لاستقبال عيد الفطر، وعندما دقت الأجراس معلنة فرحة العيد خرج الجميع يبحث عن محلات تجارية جديدة ترضي غروره، والشارع يئن من الازدحام، والاختناقات المرورية. وأكدت عبير طاشكندي أن سبب ذهابها للتسوق في أواخر رمضان، يعود إلى سببين الأول، أنها تحب مواكبة الموضة وآخر المستجدات في عالم الأزياء، وفي نهاية شهر شعبان يسوق التجار بضاعتهم المكدسة من العام الماضي ليتم تصريفها قبل ليلة العيد، وما إن يصل شهر رمضان إلى منتصفه حتى تبدأ المحلات بعرض البضاعات والموديلات الجديدة في الأسواق، ولهذا السبب يرجع التأخير في شراء ملابس العيد، لأنها أمر غاية في الأهمية، خاصة بالنسبة للفتيات اللاتي يتابعن الموضة. من جهتها أشارت صديقتها بشرى إلى أن التأخير في الشراء أحيانا يكون بسبب الراتب خاصة موظفي القطاع الخاص، مؤكدة أن المواطن يعتمد في احتياجاته على راتبه، وبالتالي خروجه الى السوق والتبضع مقترن بتاريخ نزول الراتب، وأحيانا يصرف المواطنون والمقيمون على حد سواء الراتب قبل موعده، حتى يتسنى للجميع التبضع وشراء حاجات العيد قبله بأسبوع، منعا للازدحام المروري الذي لا بد منه في أي حال من الأحوال. من جانبه أوضح متعب المنتشري أن الشراء في ليلة العيد أمر متعب جدا، وتكون الأسواق مزدحمة والأسعار مرتفعة، واصحاب المحلات في دوامة كبيرة بين الزبائن، لذلك التزمت بمبدأ لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، حتى يتسنى لي اختيار الأفضل من بين الموجود، وحتى أتفرغ للعبادة في الشهر الفضيل، وحتى لا يفقد شهر رمضان روحانيته. إن الشراء والاستعداد مبكرا للعيد يكسب المرء راحة نفسية، فلا يشعر بالقلق ولا بالتوتر. ومن هنا كنت أسعى دوما للبحث عن راحتي النفسية فلا أترك التسوق للعيد لآخر لحظة. من جانبه بين فارس الجيلاني الذي يعمل في أحد المحلات التجارية لبيع الملابس النسائية، أن البضاعة في المحلات في تجدد دائم، والسعودية تواكب الموضة وجميع الموديلات يتم جلبها، وأحيانا تقليدها بجدارة، ولا يمكن عرض موديلات قديمة، خاصة أن الزبائن اليوم منفتحين على العالم، من حيث مواكبة الموضة من خلال النت والمجلات العالمية، لذلك فإن النظرية السائدة قديما في أن المحلات تعرض الجديد قبل العيد بفترة قصيرة خاطئة، ولربما كانت تنطبق على المحلات قبل عشرين عاما. أما اليوم ومع انفتاح الزبائن على عالم الأزياء ومواكبتها للموضة، فإننا نحرص على تقديم الجديد طوال العام وليس فقط قبل العيد. في المقابل أكد فادي غازي، إنه يحرص على عرض الجديد على مدار العام، ولكن الناس تعودا على التأجيل وعدم الشراء مبكرا، ويتركون أمر الشراء الى آخر لحظة ليشعروا بلذة العيد بعد عناء التسوق في آخر ليلة من رمضان، مشيرا إلى أن كثيرين لا يشعرون نفسيا بالعيد إلا بهذا العناء وهذا التعب، ومن هنا يتم تأجيل شراء ملابس العيد ليس انتظارا للجديد في عالم الموضة، وإنما رغبة منهم في ذلك.