علق أمين المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في لبنان الدكتور خلدون عريمط على دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، القادة المسلمين المشاركين في قمة التضامن الإسلامي إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، بقوله: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا، احتضنت ولا زالت تحتضن قضايا الأمة العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، سواء في فلسطين، أو في لبنان، في العراق أو في سوريا، أو في أفغانستان أو في باكستان، وفي كل مكان فيه مسلمين. من هنا كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين في اقتراحه على القادة المسلمين تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، لأنه بأصالته العربية مع حكومته وشعبه يتحسسون المخاطر التي تواجه الأمة الإسلامية والعربية بكل مكوناتها، وبعد وصول القوى المعادية للعرب والمسلمين التي بدأت تدخل إلى عمق هذه الأمة لضربها من الداخل، ومن المؤسف القول إن بعض أبناء الأمة أو بعض الدول التي تحمل صفة الإسلام بحسن نية أو بسوء نية من خلال ممارساتها وأفعالها تخدم أعداء المسلمين. دعوة خادم الحرمين الشريفين يجب أن يتلقفها المسلمون لإيجاد مساحة الحوار وتهيئة الساحة الإسلامية للتفكر والانطلاق بين المذاهب الإسلامية المتعددة، من أجل إيجاد القواسم المشتركة للحفاظ على وحدة المسلمين انطلاقا من قوله سبحانه وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فالفرقة هي بداية الخطر على المسلمين ودعوات التدخل في الشؤون الإسلامية وشؤون العالم الإسلامي من هذه المجموعة أو تلك، إنما هي محاولة لتغيير المذاهب أو تشجيع التمرد لهذه الدولة أو تلك أو بين أبناء هذا الشعب أو ذاك، وكلها تخدم أعداء الإسلام والعرب وتشكل خطرا على وحدة المسلمين. وبهذا الإطار كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة الاستئنافية في مكةالمكرمة وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ولهذا المكان والزمان مدلول كبير بأن يتقي الجميع الله سبحانه وتعالى في الحفاظ على وحدة الأمة وأن يبحثوا عن القواسم والروابط فيما بينهم، لا أن يبحثوا في الثغرات التي تؤدي إلى تمزيق هذه الأمة. إن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين من مكةالمكرمة يجب أن تكون ميثاق شرف ودعوة صادقة بين كل القادة في مشارق الأرض ومغاربها لأن يتضامنوا ويتداركوا الخطر الذي يهدد المسلمين، وهو الخطر الصهيوني في فلسطين، والخطر الذي يهدد المسجد الأقصى وما حوله. نحن وكما أشار الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في عالم لا مكان فيه للمتفرقين ولا الضعفاء، والبقاء فيه للأقوياء، وأمة الإسلام قوية ولا بد لهذه القوة أن تتضامن وتتحد لتكون الشعوب والأمة الإسلامية كما أرادهم سبحانه وتعالى، وكما أمرنا به سبحانه وتعالى، وهذا لن يكون إلا بالالتزام بكتاب الله وسنة محمد عليه الصلاة والسلام والتضامن والتكامل والوحدة بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.