لعبت المملكة دوراً بارزاً في تنقية الأجواء العربية العربية ودعم قضايا الأمة العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وواصل مسيرته أبناؤه من بعده في الوقوف مع قضايا العرب الملحة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقد شهد العالم خلال السنوات الماضية سياسة معتدلة لخادم الحرمين الشريفين تعمل على ترسيخ قيم التضامن العربي وتأخذ الحوار سبيلاً لايجاد قواسم مشتركة مع الآخر من أجل التعايش السلمي بين الشعوب والتعاون لما فيه خير البشرية وصلاحها بعيداً عن النعرات العنصرية والعصبيات الجاهلية التي تدعو للصراع وتأجيج نيران الحروب والفتن بين الشعوب. وكانت دعوة خادم الحرمين الشريفين للمصالحة العراقية بين مختلف الفرقاء والاحزاب والمذاهب فجاءت وثيقة مكة التي تحرم الاقتتال المذهبي في العراق ، ثم جاءت دعوة خادم الحرمين للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية حتى تكللت باتفاق مكةالمكرمة أمام بيت الله الحرام حين تواثقت الفصائل الفلسطينية على نبذ العنف وتشكيل حكومة وحدة وطنية في أرض فلسطين. وبدفع من خادم الحرمين الشريفين اجتمعت قيادتا السودان وتشاد وتم التوافق على انهاء التوترات الحدودية وحل مشكلة دارفور وفي قمة الكويت العربية كانت كلمة المليك بلسماً لجراح العرب ومرحلة مهمة نحو انهاء الخلاف العربي من أجل خطوات على طريق التعاون والتفاهم والتضامن والتي كللها حفظه الله بزيارة تاريخية إلى سوريا الشقيقة لرسم مستقبل واعد للأمة العربية. ولم تقطع المملكة التواصل الدائم مع أشقائها والتشاور المستمر مع اخوانها العرب في مصر واليمن والعراق والخليج والمغرب العربي لتعضيد روح الوحدة والانتماء للعروبة والإسلام. ولا تخفى الايادي البيضاء التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لما يصيب العالم الإسلامي من كوارث وفيضانات ومحن وحروب من اندونيسيا إلى دارفور فضلاً عن فلسطين ولبنان والعراق وغيرها من بقاع العالم الإسلامي في مشهد إنساني كبير استحقت بموجبه لقب مملكة السلام.