أغلق سعيد 44 عاما ورشة النجارة الخاصة به في المنطقة الصناعية في الطائف، بعد أن أصبحت أكوام النفايات سيناريو يومي في شوارع المنطقة ورائحتها تزكم الأنوف. وليس سعيد وحده الذي قرر عدم ارتياد ورشته، وإنما هناك الكثير من أصحاب المحال التجارية والورش وأصحاب المنازل في الموقع طردتهم الروائح التي لا تطاق فهربوا إلى مواقع أخرى. وأجمع عدد من أصحاب المحال التجارية والورش في المنطقة الصناعية في الطائف أن مشهد النفايات أصبح هاجسا يوميا بالنسبة لهم، موضحين أنه رغم كثرة الشكاوي إلا أنها لم تحرك ساكنا وما زال الوضع كما هو في الموقع الذي يشهد يوميا تكدس أكوام النفيات وتنامي جيوش الذباب والحشرات وعلى الرغم من نشر «عكاظ» لقضية تراكم النفايات الذي خنق المنطقة مؤخرا، فإن الكثير من الأهالي يشعرون بالإحباط من عدم تحرك الأمانة وشركة النظافة لاحتواء الموقف، لافتين إلى أن مسلسل النفايات ربما يتضخم خاصة مع اقتراب إطلالة عيد الفطر المبارك. وموضحين في نفس الوقت أن ثمة لجنة مشكلة من أمانة الطائف أزالت المركبات الخربة من الشوارع ولكنها أغفلت أكورام النفايات. يقول أحمد عبدالله أحد أصحاب تلك المحال التجارية أصبحنا نترقب كل يوم سيارة النظافة أو أحد مسؤولي الأمانة أن يمر من هنا، ويجد لنا حلا في تلك النفايات، ولكن يبدو أن العيد سيكون بهذه الرائحة الكريهة التي تعودنا عليها، أو كأن العيد لن يمر من هنا. من جهته قال عبدالله السفياني: توقعنا أن تتحرك الأمانة بعد أن نشرت وسائل الإعلام مشكلة النفايات التي شوهت الحي، بتراكمها على الرصيف لليوم الخامس على التوالي، وأن تحاسب الأمانة من يضعها بهذا الشكل حيث أنها تشوه المصيف الأول للمملكة لاسيما وأن محافظة الطائف تشهد هذه الأيام كثافة سكانية من داخل المحافظة، وخارجها. وفي نفس السياق قال أحمد الغامدي «استبشرنا خيرا باللجنة التي شكلها محافظ الطائف، والتي أزالت المركبات المتعطلة في المنطقة، لكنها مرت من عند النفايات دون أن تزيلها». يشار إلى أن أمانة الطائف التي لم تحرك ساكنة تجاه مشكلة النفايات بالصناعية، لم تعلق كذلك على ما تم نشره في «عكاظ».