مشاركة سعوديتين ولأول مرة في أولمبياد لندن 2012 سابقة تاريخية لا يمكن تجاوزها، وقد لاحظت أن الإعلام البريطاني ووكالات الأنباء العالمية اهتمت بالموضوع كثيرا، وقرأت تفسيرات بعضها منطقي والبعض الآخر مؤدلج ومأزوم، والصحيح ربما أن البدايات المتواضعة متوقعة ومقبولة، إذا أخذنا في الاعتبار أن حضور السعوديات إلى الأولمبياد تم بصورة شرفية والأولمبياد تسمح بهذا النوع من المشاركة في حالات مقررة ومنصوص عليها نظاما، وقد حصل الأولمبيون الخليجيون من السعودية وقطر والكويت والبحرين على برونزية قفز الحواجز للفرق والرماية والوثب الطويل وسباق 1500 متر، وسجل الفارس السعودي كمال باحمدان إنجازه الشخصي في تجربته الأولمبية الخامسة، بحصوله على المركز الرابع أولمبيا وإن لم يفز بميدالية، ويبقى أن الميدالية الفضية للأولمبي السعودي هادي صوعان في سباق 400 متر حواجز، تمثل أفضل إنجاز خليجي في تاريخ الأولمبياد، ولعل في فوز الفروسية السعودية بالميدالية البرونزية في النسخة الثلاثين للألعاب الأولمبية، تأكيد على أن الاهتمام والتحضير الجيد والمدروس عامل مهم في تحقيق الإنجازات، فالمنتخب الذي فاز في قفز الحواجز كان يستعد لهذه المنافسة من فترة طويلة وأقام معسكرات في دول أوروبية، ولولا هذا الجهد لما استطاع الوصول لمنصة التتويج، وبدون شك إنجاز الفروسية السعودية مشرف فهو الأول من نوعه والأوليات تختلف ولا تقبل القسمة إلا على نفسها. أذكر ما سبق وفي البال كلام قاله الأمير نواف بن محمد نائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية لأولمبياد لندن 2012، ورئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، والأمير شرفنا بحضور معرض عيون سعودية على الرياضة العربية، وهو احتفالية مصاحبة لأولمبياد لندن نظمتها أندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وإيرلندا خلال الفترة من 9 إلى 11 أغسطس، وحضرها الأمير فهد بن جلوي ومحمد المسحل المسؤول الأول في إدارة المنتخبات السعودية، والمهندس سامي بن سليمان النحيط مدير عام مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب، وكمال باحمدان، أحد الفرسان الفائزين ببرونزية الفرق في قفز الحواجز، وناصر العطية، الأولمبي القطري الفائز ببرونزية الرماية، وهادي صوعان صاحب الإنجاز الخليجي الذي لم يكسر أولمبيا حتى تاريخه، ورياضيون وإعلاميون سعوديون وعرب ومجموعة من المختصين في أبواب رياضية مختلفة، وسعوديون وسعوديات متطوعون للعمل مع اللجنة الأولمبية السعودية واللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية في لندن. الأمير نواف بن محمد، أحال الإنجازات السعودية الخجولة في الأولمبياد، إلى غياب التخطيط الاستراتيجي والرؤية الاحترافية عن ألعاب القوى أو أم الألعاب مثلما يسميها أهل الرياضة، فالمهارات والأرقام القياسية نفسها تتغير وبفارق كبير، ومن الأدله طبقا للأمير نواف بن محمد، أن الرقم الذي سجله من حل في المركز الأخير في واحدة من السباقات المقامة في أولمبياد لندن يساوي تقريبا الرقم المسجل للأول في ذات السباق في أولمبياد بكين، وقال بأن التركيز على كرة القدم محليا وإهمال غيرها يشكل جزءا أساسيا من المشكلة، وأعتقد أيضا وقد أكون مخطئا بأن ضعف الميزانية المرصودة لرعاية الشباب وحقيقة أن العمل الرياضي فيها يقوم على التطوع والمبادرات الشخصية، وغالبا بدون مقابل ثابت أو وظائف مرسمة أو رعاية حكومية وإعلامية كافية، كلها مجتمعة لعبت دورا في الخروج المتكرر بلا نتائج أو في أحسن الأحوال بإنجازات قليلة وموسمية وخصوصا في الألعاب الأولمبية. مشاركة السعوديات في الأولمبيات كانت موفقة جدا، وعلى سبيل المثال، وجدان شهرخاني أعادت ترتيب قائمة الممنوعات الأولمبية، ومهدت لدخول الحجاب والأزياء الإسلامية إلى رياضة الجودو وكرة القدم النسائية، وسارة عطار ورغم أنها وصلت في نهاية ركب المتسابقات، سجلت زمنا أولمبيا محترما بالمقاييس الخليجية والعربية في سباق 800 متر، والفارق بينها وبين الأولى في السباق لم يتجاوز الأربعين ثانية، وحدوث هذا في أول مشاركة يعنى أن العطار متمكنة من أدواتها وينتظرها مستقبل واعد ولكنه مشروط باهتمام وعناية تستحقها أم الألعاب، فمن الظلم اختصار الرياضة في كرة القدم وحدها. binsaudb@ yahoo.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة