علمت «عكاظ» أن هناك دراسة بتعجيل غربلة الاتحادات الرياضية السعودية بتحديد موعد انتخابات بدلا من الموعد السابق الذي حدد عقب نهاية أولمبياد لندن صيف 2012 لاختيار كوادر رياضية قادرة على عمل نقلة نوعية في المنتخبات السعودية وتسجيل إنجازات رياضية جديدة في الاستحقاقات المقبلة، وبدء دورتها عقب الأولمبياد بتقديم خطط مستقبلية للنهوض بالألعاب الرياضية السعودية بعد فشل اتحادات القدم، البولينج، الجودو، السباحة، الكرة الطائرة، كرة السلة، كرة اليد، في الصعود لمنصات التتويج في الدورة العربية الثانية عشرة التي تختتم اليوم في قطر وغياب اتحادات أخرى عن المشاركة لعدم وجود استراتيجية صعود منصات التتويج، وستعرض لمساءلة من قبل اللجنة الأولمبية السعودية لتبرير أسباب تدني منتخباتها في الدورة، خاصة اتحاد السباحة الذي لم يحقق أي ميدالية من 57 ميدالية ملونة في سباقات البطولة وهذا يدل على سوء الإعداد من قبل اتحاد اللعبة الذي تراجع كثيرا في السنوات الثلاث الماضية، بعكس رياضة ألعاب القوى التي أثبتت أنها ما تزال الشجرة التي تثمر ذهبا في الرياضة السعودية على مدى سنوات طويلة، حيث باتت «أم الألعاب» على رأس الهرم الرياضي السعودي بالتوازي مع منتخب كرة القدم صاحب الحضور على الساحة العالمية قبل أعوام بحصول أبطالها على 6 ذهبيات وبرونزية، ومع ذلك لم يكن الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى راضيا على حصيلة المنتخب السعودي في دورة الألعاب العربية، معترفا بأنها غير مرضية قياسا على إمكانات اللاعبين الذين ينافسون على تحقيق أرقام عالمية وليست عربية أو قارية فحسب، مشددا على أن هدف اتحاده في المرحلة المقبلة هو بناء جيل جديد من الأبطال العالميين يعيد إنجاز هادي صوعان عندما توج بأول ميدالية أولمبية في تاريخ الرياضة السعودية، وبرر قلة الغلة السعودية في ألعاب القوى بالقول «فقدنا أربعة لاعبين بسبب ظروف مختلفة من بينها الإرهاق الشديد أو من أجل الاستعداد لدورة الألعاب الأولمبية، وهذا الإحساس من قبل الأمير نواف يؤكد مدى قربه من اللعبة ومن العمل الذي يخطط له، حيث إنه الوحيد من رؤساء الاتحادات الرياضية السعودية يعرف أسماء كافة أبطال اللعبة وأرقامهم القياسية وبرنامج تدريب كل لاعب وليس هذا فقط، بل يتنبئ بما سيحققه أبطاله في السباقات، وهذا لم يأت من فراغ بل لقربه من اللاعبين بتواجده اليومي في ميادين التدريبات وهذه الشخصية تفتقدها باقي الاتحادات الرياضية السعودية». وسلطت الأضواء على ألعاب القوى السعودية حين أصبح هادي صوعان أول رياضي سعودي يحصل على ميدالية في الأولمبياد عندما توج بفضية سباق 400 متر حواجز في سيدني عام 2000 مسجلا ثاني أفضل زمن في تلك السنة. وتوالت الإنجازات الدولية والقارية بالإضافة إلى العربية، لذا تعول السعودية دائما في المحافل والتجمعات الرياضية على منتخب ألعاب القوى، ولم يخيب أفراده الظن بهم في منافسات دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي تختتم في قطر، وأحرز 6 ميداليات ذهبية وواحدة برونزية. وكعادة الفرسان السعوديين في ترك بصمة في أي محفل يشاركون فيه حيث حافظوا على لقبهم العربي الذي يحتكرونه منذ ست بطولات متتالية وهذا إنجاز فريد يصعب على أي منتخب تحقيقه سوى السعودي، كيف لا وهو يملك بين صفوفه الأمير عبدالله بن متعب، والأمير فيصل الشعلان، والأولمبي خالد العيد، وكمال باحمدان. وخطف منتخب الرماية الأضواء بتحقيقه 13 ميدالية 7 ذهبيات و6 فضيات، مؤكدا بذلك أنه يملك إمكانات عالية تساعده على تحقيق إنجازات عالمية في المحافل المقبلة متى ما لقي الاهتمام والإعداد الصحي قبل أي استحقاق يشارك فيه، ولم يكن إنجاز القوس والسهام أقل من الاتحادين السابقين فخرج أبطاله بسبع ميداليات ذهبية وفضيتين وأربع برونزيات. من ناحيته، نجح منتخب الطاولة في تحقيق 3 ميداليات في مسابقات الفردي والزوجي وعلى مستوى الفرق وهو المنتخب الوحيد الذي سجل ميدالية على مستوى الفرق، وسجلت منتخبات الملاكمة ورفع الأثقال والكاراتيه والمصارعة حضورها القوي بخطف ميداليات منوعة. من جانبه، استغرب عبدالبديع لأري مستشار سلة الاتحاد والخبير في اللعبة التراجع الكبير للسلة السعودية في البطولة، وقال «هل يعقل أن المنتخب السعودي في المركز ما قبل الأخير»، ويصبح محطة استراحة للمنتخبات العربية، مشيرا إلى أن المنتخب لعب ثماني مباريات خسر ستا وفاز في اثنتين على فلسطين في الدور التمهيدي والسودان، مضيفا أن اتحاد السلة كان من المفترض أن يعتذر المسؤولون على اللعبة عن المشاركة أو اختيار المنتخب الأولى لهذا المحفل، مؤكدا أنه من الصعب أن نشاهد الأخضر وهو يتراجع بهذا الشكل لكن اختصر ذلك «فاقد الشيء لا يعطيه»، محملا الأندية بنسبة كبيرة مسؤولية هذا التراجع الذي حدث في السلة السعودية بعدم اهتمامها باللعبة واللاعبين، مطالبا بفصل إدارة اللعبة عن إدارة الأندية وتشكيل مجلس إدارة منفصل، ورصد ميزانية خاصة تكون أكثر من 3 ملايين ريال، وهو الحل الأمثل للفترة المقبلة حتى تعود اللعبة مجددا للبطولات وتعود هيبة كرة السلة السعودية التي فقدت مؤخرا.