أعرب وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر عبدالله القربي عن أمله في أن تحقق قمة التضامن الإسلامي توحيد مواقف الأمة وحمايتها من الانقسامات والصراعات. وقال القربي في حوار مع «عكاظ» إن الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد القمة الاستثنائية في رحاب مكةالمكرمة تأتي استشعارا منه بأنه لا بد من وضع حد لما يجري في سورية من إراقة دماء وأن يتحمل قادة الدول الإسلامية مسؤولياتهم في معالجة هذه القضية والقضايا الأخرى للأمة الإسلامية. وفيما يلي ما دار في الحوار: كيف ترون الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية في مكةالمكرمة؟ الدعوة إلى عقد هذه القمة الاستثنائية تأتي نتيجة لشعور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن العالم الإسلامي يواجه تحديات كبيرة وتهديدات لوحدته وأمنه. ولا شك في أنه يشعر بأن ما يجري في سورية من إراقة دماء أمر يجب وضع حد له، ولا بد من أن يتحمل قادة الدول الإسلامية مسؤوليتهم لوقف نزيف الدم السوري والعمل على موقف يحفظ لسورية أمنها ووحدتها ويلبي مطالب شعبها بكافة أطيافه وطوائفه. ونأمل في أن يوفق القادة في توحيد مواقفهم وحماية الأمة الإسلامية من الانقسام والصراعات المذهبية والطائفية. ما رؤيتكم حيال مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوحيد كلمة المسلمين تجاه قضاياهم المشتركة؟ خادم الحرمين الشريفين معروف بمواقفه العروبية والإسلامية والإنسانية. والمملكة العربية السعودية بحكم مكانتها عربيا وإسلاميا وما وفره الله لها من ثروة وإمكانات تستشعر أهمية دورها في الحفاظ على وحدة الأمة والذود عنها في مواجهة المؤامرات التي تهدف إلى شق صفها وإضعاف دورها والانتقاص من إسهاماتها في الحضارة الإنسانية وفي الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. ومن هذا المنطلق تأتي مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق الاصطفاف الإسلامي أولا للتمسك بقيم الإسلام في العدالة والحرية ومبادئ حقوق الإنسان، وثانيا لتوحيد مواقف المسلمين حكومات وشعوبا للتصدي لمخططات التهميش وإثارة الفتن بين أبناء الدين الواحد. وماذا عن مواقف خادم الحرمين الشريفين لدعم اليمن؟ مواقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه اليمن تعبير صادق عن قناعته بأنه لا يمكن الفصل بين مصالح ومستقبل البلدين الشقيقين. وتجسدت هذه المواقف النبيلة في رعايته للمبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في الرياض لإيجاد حل يجنب اليمن الفتنة وإراقة الدماء. كما أن المملكة تفضلت بالتخفيف من معاناة الشعب اليمني من خلال دعمه اقتصاديا وتوفير المشتقات النفطية له. وأعلنت في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي استضافته عن تقديم ثلاثة مليارات و250 مليون دولار دعما للتنمية اليمنية. وهي مستمرة الآن في التحضير لمؤتمر المانحين لتضمن المزيد من الدعم التنموي لليمن. كيف تقرأون المشهد السياسي الراهن في اليمن؟ الوضع في اليمن اليوم أفضل مما كان عليه قبل أشهر. وإن كان الاستقرار الذي نتطلع إليه، ما تزال تتجاذبه تيارات تحت السطح. ولهذا فإن المهمة التي يواجهها الرئيس عبدربه منصور هادي صعبة ومعقدة، لكن بصبره وإيمانه سيتجاوزها بإذن الله، إلا أنه في حاجة إلى اصطفاف وطني حوله ليقف في مواجهة أصحاب المصالح الضيقة ويضع حدا للانفلات الإعلامي الذي يؤجج الصراعات، ويواجه كل من يحاول عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية. ولذلك علينا جميعا أن نعمل لكي نضمن أن يكون مؤتمر الحوار الوطني وسيلتنا لبحث القضايا التي شكلت بؤرا للصراعات والخلافات والاتفاق من منطلق وطني وحدوي على سبل معالجتها وبناء يمن جديد تنتفي منه الهيمنة والطائفية والمناطقية وتحصينه بالعدل والحرية والمواطنة المتساوية والشراكة في الحكم. ما الجديد في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية؟ الأمور تسير بصورة جيدة في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية. وإذا كان هناك من بطء في التنفيذ فهو نتيجة تعقيدات الوضع الداخلي ومراكز القوى فيه، ومع ذلك فإن الرئيس هادي يعمل بهدوء وحنكة لضمان تنفيذها، كما أن قرارات مجلس الأمن تضمن تنفيذها. إلى أين وصلت جهود الحكومة اليمنية في حربها ضد تنظيم القاعدة؟ وماذا عن الدور الأمريكي في هذا الشأن؟ قوات الأمن والجيش حققت انتصارات واضحة للعيان في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة وستستمر في مواجهتهم إلى أن يهديهم الله إلى منطق الحق الذي يحرم إراقة دم المسلمين ويحض على الدعوة بالتي هي أحسن. والباب مفتوح أمامهم للعودة والعمل على بناء الوطن بدلا من تدميره وحماية إخوانهم بدلا من قتلهم. ونسأل الله لهم الهدايه ليتجهوا نحو الوفاق والإصلاح. أما الدور الأمريكي فهو محصور في تدريب قوات مكافحة الإرهاب وتقديم الدعم اللوجستي لها عند الضرورة. والمهمة الأساسية في مكافحة الإرهاب مسؤولية الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية. كيف ترون الطروحات المتداولة لحل قضية الجنوب؟ الجنوب جزء من اليمن، وما حدث فيه ليس خطأ الوحدة وإنما نتيجة إدارة عاجزة وإهمال واضح للمطالب المشروعة أدت إلى تفاقم التذمر. وللأسف أصبحت الوحدة المتهم وليس الأشخاص الذين أساءوا التصرف والإدارة. والحل يكمن في وضع المعالجات والأمور في نصابها الصحيح من خلال مؤتمر الحوار الوطني. وكيف تقيمون العلاقات السعودية اليمنية؟ العلاقات بين المملكة واليمن ممتازة وفي أمتن حالاتها وأنا على ثقة أنها ستتعزز أكثر نتيجة لإرادة القيادة السياسية للبلدين وللقناعة بأن أمن واستقرار البلدين واحد لا يتجزأ، وأن مستقبلهما ومصيرهما مرتبطان ببعض، ولذلك لا بد من المزيد من المشاركة وربط المصالح وتوحيد المواقف.