الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز عضو هيئة البيعة، أمير منطقة الباحة السابق ولد في مدينة الرياض عام 1351ه الموافق 1933م ، وتربى في أحضان الأسرة السعودية العريقة وحظي باهتمام والده الملك سعود بن عبدالعزيز يرحمه الله، وتلقى تعليمه في المملكة والتحق بمعاهد علمية في فرنسا وبريطانيا. تقلد الأمير محمد بن سعود يرحمه الله عدة مناصب منها رئيس الحرس الخاص للملك سعود، رئيس الديوان الملكي، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أميرا لمنطقة الباحة حتى عام 1431ه حين طلب إعفاءه من منصبه لحالته الصحية وقضى في المنطقة أكثر من عشرين عاما، عضو هيئة البيعة في مجلس العائلة، عضو في مجلس مؤسسة الملك عبدالعزيز الخيرية. رب أسرة.. وله من البنين والبنات، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان، يرحمه الله، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل وكيل إمارة منطقة الباحة سابقا، صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل، صاحب السمو الملكي الأمير خالد، يرحمه الله. وقد عرف سموه بدماثة الأخلاق وروحه الطيبة وتواضعه الجم ومحبة الناس وحبه لعمل الخير سرا. بحكم ارتباطي الشخصي كإعلامي مع سموه يرحمه الله لسنوات طوال فقد كان من المتابعين لكل الصحف وخاصة «عكاظ» وكان سموه حريصا على متابعة ما ينشر عبر الصحيفة لاسيما الحالات الإنسانية في المنطقة، وطلب سموه مني شخصيا إعطاءه تفاصيل كاملة عن الحالات وكفل يرحمه الله الايتام، وتسديد إيجار منازل للفقراء والمطلقات بخلاف الحالات المرضية التي كان الأمير يتكفل بعلاجها، وكان آخر الحالات علاج طفلة يمنية كانت تعاني من عيوب خلقية في الجهاز التناسلي حيث تكفل بعلاجها في أحد المستشفيات المتخصصة على حسابه الخاص. وكم من أعمال خير كان سموه يفعلها لا تعد ولا تحصى.. رحم الله الأمير محمد الذي سكن قلوب أهل الباحة وكل من عرفه وكان سموه يقول (أقسم بالله إني أحب أهل الباحة وهذه المنطقة) وكان يرحمه الله خطط لصيام رمضان في قصره بقذانة ولكن الموت سبق. البيت المفتوح والقلب الحنون نجله الأكبر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة الباحة سابقا قال: فقدنا والدا وقائدا محنكا وحنونا، كان يرحمه الله، حريصا على الارتقاء بالمنطقة ودعمها بكافة الاحتياجات اللازمة، ورغم أن سموه تولى المنطقة خلال ظروف صعبة إلا أنه واصل كل جهده حتى وصلت الباحة إلى ما وصلت إليه فانتشرت الإنارة ودور العلم والصحة والطرق والمراكز الصحية في كل جزء حتى وصلت كل هجر البادية، وأضاف الأمير فيصل: كانت سعادته من سعادة مواطني الباحة، همه الكبير توسعة طريق الجنوب الطائفالباحة، وإنشاء الجامعة بعد أن تحقق لها أهم الاحتياجات حتى تحقق له يرحمه الله ما كان يطمح قبل مرضه وطلبه الإعفاء من منصبه لظروفه الصحيه. وأضاف سموه: كنا نعمل معه جنبا إلى جنب لخدمة المنطقة والارتقاء بها فقد كانت قبل مجيئه يلفها الظلام والطرق مختصرة على المحافظات حتى أصبحت المنطقة مترابطة مع كافة المناطق بطرق عديدة جدا. وكان سموه رحمه الله يوصي دوما بتحقيق مطالب المواطنين والتسهيل عليهم. كان بيته مفتوحا للمواطنين دوما لا يمكن أن يرى سموه شخصا على الطريق دون أن يوقف موكبه للسوأل عنه وقضاء حاجته وكثيرا ما كان يتوقف للمواطنين من رجال ونساء وأطفال ولا يمكن أن يذهب قبل أن يحقق للمواطن ما يريد سواء مساعدة أو قضاء أمر. كان باستطاعة الصغير والكبير أن يحدثه على الهاتف في أي وقت لعرض شكاواهم ومطالبهم. كان حنونا طيب القلب أحب المنطقة وأهلها بكل صدق.. رحمك الله يا والدي وجزاك خيرا على ما قدمت للمنطقة ومن أعمال خير لا يعلمها إلا الله، وجعلها في ميزان حسناتك.. وإنا لله وإنا إليه لراجعون. الأميرة نورة ترثي الأب الراحل صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت محمد بن سعود قالت: ماذا عساي أن أقول في والدي العزيز أسكنه الله فسيح جناته كان طيب القلب حنونا رؤوفا للغاية. لقد فقدته كإبنته الوحيدة فقدت الأب والاخ والصديق إنه نعم المربي فقد غرس فينا أولا وأخيرا محبة الله ورسوله ومراقبة الله في السر والعلن، زرع فينا منذ صغرنا المحافظة على الصلاة والارتقاء بالعلم، وعلمنا التواضع وحب الناس والابتعاد عن الكبر والغطرسة التي كان والدي يكرهها. كان يرحمه الله تعالى متواضعا طيبا صارما لا تأخذه في كلمة الحق لومة لائم، كان لا يحب التعالي وعلمنا على ذلك ولا يحب التبذير والتعالي على الناس، كان بسيطا للغاية حتى مناسباتنا كان والدي لا يحبذ التفاخر بها والبذخ كان يريدنا ،ن نعايش الناس ونحبهم بكل طيبة وبساطة. وأضافت الأميرة نورة بنت محمد: والدي يرحمه الله كان يحب الأطفال وكان يتصدق دوما وأغلب صدقاته سرا كان يحرص على مساعدة ذوي الظروف الإنسانية الصعبة فكم من أسر فقدت الأمير الإنسان في كثير من مناطق المملكة ليس في الباحة وحسب. كان رحمه الله يتابع الصحف وما ينشر فيها من حالات إنسانية ليساعدها، يعالج المرضى الذين يطلبون العلاج في داخل وخارج المملكه. كان والدي قلبه كبيرا يحتضننا بكل دفء كما اتسع لجميع أهالي منطقة الباحة وكل ما عرف سموه، يعامل الناس بكل تواضع ومصداقية ومحبة لا يحب المديح الزائد ولا يحب الكذب. ابتسامته كانت ساحرة تحبه بالفطرة ليس نحن كأبنائه بل كل من يجلس معه. كان والدي يرحمه الله يكره تسلط الرجل على المرأة بل يحب أن تعامل بكل لطف لأنها تستحق فكان يقول سموه يرحمه الله: إن الأنثى إنسانة مقدرة لها كل التقدير والاحترام فهي الأم والأخت والزوجة وشريكة الحياة.. واختتمت الأميرة نورة حديثها وقالت: إن مآثر الأمير محمد عديدة ولا يمكن أن أحصيها في كلمات ورغم أن شهادتي به يرحمه الله مجروحة كابنته ولكن محبته لمسناها من الناس جميعا. صارم في الحق صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز ابن الفقيد قال: فقدنا والدنا وآلمنا فراقه ولكن هذا قضاء الله وقدره والموت حق وكل نفس ذائقة الموت وعزاؤنا أنه قضاء الله وقدره. كان الوالد سمو الأمير محمد بن سعود ينوي صيام شهر رمضان في منطقة الباحة بقصره في قذانة في محافظة بلجرشي الذي شيده ليقضي فيه إجازاته من كل عام ولكن الموت أنهى كل شيء. وأضاف الأمير مشعل.. إن والده كان يحب الكل بكل صدق وأحبوه من قلوبهم. وعن أعمال الخير للأمير الراحل قال: كان حريصا على فعل الخير ومساعدة الناس المحتاجين يساعد كل من يحتاج دون إعلان لأنه كان يريدها لوجه الله.. واستطرد الأمير مشعل: أفنى الراحل حياته في خدمة الوطن منذ أن كان مع والده الملك سعود بن عبدالعزيز معاصرا جده الملك عبدالعزيز في صغره وصباه وتأثر بهما يرحمهم الله جميعا فقد أثر ذلك في شخصية الأمير محمد القيادية فكان طوال حياته يعمل بكل ما يرضي الله صارما في الحق حنونا لا يحب التشديد على الناس كان يوصي دائما بالرفق واللين مع المواطنين وعدم التشديد عليهم كان يحب أن تسهل أمور الجميع دون روتين. يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية عبدالله الراجح الذي عمل مع الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز قال: عملت مع سموه سنوات طوالا. وكان شغله الشاغل خدمة المواطنين والتسهيل عليهم، وقال: لم يسبق في يوم من الأيام طوال سنوات طوال خلال العمل معه إن وجه بتوجيه ضد المواطن أبدا بل كان يحب مبدأ الستر والمساعدة وخدمة الجميع وإنهاء أمور الناس بكل يسر وسهولة، كان طيب القلب حنونا متواضعا حتى لو حصل في يوم من الأيام أن غضب فلا يتعدى ذلك وقتا بسيطا، كان قلبه كبيرا لا يحمل الحقد بل كان مليئا بالطيبة والتسامح وحب الخير لجميع الناس، كان يحب أن يفعل الخير، خدم منطقته وأهلها بكل ما يرضي الله. أما مدير عام العلاقات العامة والإعلام في إمارة الباحة أحمد صالح السياري فقال: عملت مع الأمير محمد بن سعود سنوات طوالا كان خلالها نعم المسؤول والأب والقائد، كان كبيرا في كل شيء بقلبه وحكمته وعقله واتخاذه القرارات وتعامله مع الناس. وأضاف السياري: كان الأمير محمد بن سعود يوجه دوما بإيصال كل مواطن يريد الالتقاء به إليه وعدم ردهم وإيصال كل معروض يقدم باسمه إليه شخصيا. وكانت كل توجيهاته وشرحه على خطاباتهم ترضي الجميع كان يرحمه الله حنونا طيبا رحيما لم يسبق أن أغضب أحدا من موظفيه أو مراجعيه، يتعامل معهم أكثر من تعامل الأب مع أبنائه كان لا يغضب إلا إذا أحس أن مواطنا متضجرا من عدم إنجاز معاملته أو عدم إنجاز أمره، يغضب لغضب الناس وكان يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم. بشوش ومتواضع الدكتور محمد بن جمعان الغامدي محافظ بلجرشي أحد الملازمين مع الأمير محمد بن سعود يقول: كان الأمير طيبا بكل ما تعني الكلمة وجميع توجيهاته بخدمة الناس والتسهيل عليهم، كان يوجه دائما بكلماته: ساعدوا الناس سهلوا أمورهم فنحن لم نوجد في المنطقة إلا لخدمتم وراحتهم، كان يتصدق كثيرا وكم من حالات إنسانية، كان سموه يواصل مساعدتها طوال السنوات الماضية أحب أهل الباحة بصدق وأحبوه بصدق.. رحم الله الأمير الإنسان محمد بن سعود فقد أثرت وفاته في نفوسنا كثيرا وتألمنا لفقده كثيرا.. و لاحول ولا قوة إلا بالله. سعد الحارثي أحد المرافقين الشخصيين للأمير محمد بن سعود قال: الأمير محمد شخصية محبوبة من الجميع كنا نجلس معه يوميا كان بشوشا مرحا متواضعا بدرجة كبيرة، يحرص أن نتعشى معه على مائدته، يتحدث مع الجميع ويتبادل أطراف الحديث والنكت ويحب أن يجعل كل من معه مبسوطا، كان يبتسم دائما ينصت بأدب الكبار لكل من يتحدث معه كان لا يفرق بين مسؤول كبير ولا قهوجي لديه، يحترم الكل يعاملهم بما يرضي الله. ويضيف الحارثي: عرفنا الأمير محمد سنوات طوالا لم يسبق أن أغضب أحدا. فقط يتضايق من الخطأ ولكن قلبه كان طيبا متسامحا لا يحمل الضغينة في قلبه، يسأل عن جميع من يعملون معه حتى العمال ويساعد الجميع. لا يمكن أن يذهب من عنده أحد إلا وقد نال مبتغاه وأرضاه. كان يقول رحمه الله النظام ليس قرآنا منزلا له مداخل من خلالها يساعد المواطن وأي موضوع فيه مصلحة مواطن ينجزه. تواضع الأمير وأم عبد الله المواطن ياسر عبدالله صالح الذي يعمل معلما يروي تجربته مع سمو الأمير: (ظروفي كانت صعبة وكنت بعيدا عن بلجرشي فقدمت خطابا للأمير محمد بن سعود يرحمه الله بطلب تقريبي من البادية لمحافظة بلجرشي وعندما علم الأمير بظروفي وجه بنقلي لأقرب مدرسة من منزلي وهو الذي تابع الموضوع شخصيا وظل يتابعه مع إدارة التعليم حتى تم نقلي. وأضاف: لن أنسى فضل الأمير محمد مدى الحياة.. جلست مع الأمير الإنسان ياله من رجل طيب متواضع بكل ما تعني الكلمة، كان يتحدث معي بكل طيبة وتواضع وتأكدت أنه يعامل جميع أهالي الباحة كأنهم إخوانه وأبناؤه فهو نعم الأب والمسؤول والأمير.. مختتما حديثه: وسأظل أدعو الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يغفر له فقد رحل.. ولكن وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.. وله منا الدعاء الصادق). أم عبد الله أرملة من جازان اتصلت ب (عكاظ) عقب وفاة الأمير محمد بن سعود وقالت: حزنا وبكينا كثيرا على وفاة هذا الرجل الأمير الكريم، وقالت: تتذكرون عندما نشر موضوعي في عكاظ الإنسانية قبل عدة سنوات وكنت أعاني ظروفا صعبة وأريد من يساعدني باستئجار منزل لي ولأطفالي، وقالت: فوجئت في اليوم نفسه الذي نشر فيه الخبر باتصال يوضح فيه تجاوب الأمير محمد بن سعود معنا واستعداده للاستئجار لنا وتأثيث منزل مناسب، وفعلا ساعدنا وفك أزمتنا رحمه الله.. إنه أمير إنسان بكل ما تعني الكلمة. صالح عبد الله بارود قال: سبق أن جلست مع سمو الأمير محمد بن سعود في آخر جلسة حيث ذهبت مع رئيس مركز شرى خالد الغامدي وكنت أول مرة أجلس مع سموه شخصيا، وأقولها بكل صراحة: لقد ذهلت من شخصية الرجل، استضافنا على مائدته وكان في قمة التواضع وروحه مرحة للغاية، لطيف بأدبه وشخصيته وطيبته، كان يتحدث معي بابتسامة دائمة وكأنه يعرفني منذ سنوات طوال رغم أنها المرة الأولى.. وأضاف البارود: لاحظت أنه يمازح جميع من كانوا على المائدة صغارا وكبارا ويسأل عن الجميع ويحرص أن يتناول الجميع الطعام عنده ويسأل عن أحوال الناس.