وافقت وكالة ناسا للفضاء على وجود شريحة في مركبة كريوستي تحتوي 15 ألف اسم لمشاهير من مختلف أنحاء العالم، وتكرمت بضم أسماء لبعض المشاهير العرب ماضيا وحاضرا إلى القائمة، بل حتى عربا عاديين، بحسب ما ذكر الدكتور عصام حجي أحد العاملين في الفريق المشرف على المركبة، والذي قال «في المستقبل سيعثر زوار المريخ على المركبة ويجدون الأسماء في الشريحة ويبحثون عن ماضي أصحابها ومن كانوا». وإذا كانت ناسا قد جبرت خاطر العرب بوضع بعض أسماء بني جلدتهم، فإن أكثر ما نخشاه هو ماذا سيقول عنهم زوار المريخ في المستقبل حين يكتشفون أن العرب كانوا ضيوف شرف لا أكثر، والطامة حين يأتي ذلك الوقت وهم على ما كانوا عليه، وفي أحسن الأحوال مجرد زوار للمريخ في رحلة سياحية دون أن يعرفوا كيف وصلوا إليه على متن مركبة فضائية من صنع الغير. بمعنى أن فضيحتنا وخيبتنا ستصل إلى الكواكب الأخرى بعد أن كانت محدودة على هذا الكوكب.. خلال احتفال العلماء باللحظة التأريخية التي هبطت فيها المركبة على المريخ كإنجاز بشري غير مسبوق من حيث فكرته وأهدافه وتعقيدات تنفيذه، كان بعض العرب يسخرون في منتدياتهم الإنترنتية من «فضاوة» الأمريكان وقلة عقلهم وعبثهم بالمال حين ينفقون أكثر ملياري دولار على مركبة صغيرة لا يزيد وزنها عن 900 كيلوغرام ويهدرون الوقت في متابعتها والتحكم فيها من مسافة 567 مليون كيلومتر، فقط ليعرفوا إن كان في هذا الكوكب أثر للحياة. ولو سألوا بعض العرب العاملين في برنامج ناسا كالدكتور عصام حجي لأفادهم بأن المسألة أهم بكثير من هذا التسطيح، إذ أن هناك حزمة من الأبحاث العلمية المعقدة التي سيجري العمل عليها من واقع المعلومات التي سترسلها المركبة، وذلك ما سيجعلهم يحتكرون علوم الحاضر والمستقبل ويفيدون منها ليجعلوا المسافة واسعة بينهم وبين الآخرين.. قضية البحث العلمي مسألة وجود ومصير بالنسبة للخواجات يا أهلنا من بني يعرب، ولذلك فهم يفتحون خزائنهم لدعمه ويحتفون بالباحثين ويسخرون لهم كل ما يساعدهم على الإبداع. ولكم في إسرائيل مثال قريب فهذا الكيان الذي هددناه برميه في البحر ينفق اليوم على البحث العلمي أكثر مما تنفقه الدول العربية مجتمعة، وقد حصدوا نتيجة ما يفعلون تقدما تقنيا وتطورا في شتى العلوم.. ولعلها مفارقة موجعة أن أكتب هذا المقال بعد أن قرأت خبرا في واحدة من صحفنا عن دعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ل (102) مقترح بحثي في العلوم والطب والهندسة والزراعة بمبلغ 4.4 مليون ريال فقط لا غير، وعليكم حساب المخصص لكل بحث كي تعرفوا أن دعم البحث العلمي لدينا يكاد يشبه إعانة حافز.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]