صرح الدكتور عصام حجي الباحث بمركز دراسات الكواكب والأقمار التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن حقل النيازك الضخم الذي تم اكتشافه مؤخراً في صحراء مصر الغربية هو أحد أهم الآثار المصرية على الإطلاق؛ فضلاً عن أنه أقدمها. وفي لقائه مع (الرياض) بالقاهرة قال الدكتور حجي (أحد الباحثين البارزين في الفريق العلمي الفرنسي المصري الذي اكتشف حقل النيازك الأضخم على الأرض في صحراء مصر) إن هذا الأثر الجيولوجي إضافة حقيقية إلى الاكتشافات العلمية، وإلى تاريخ مصر، فهو أثر يعود إلى خمسين مليون سنة، أي أنه أقدم الآثار المصرية، كما أنه بالغ الضخامة من حيث الحجم، فهو حتى هذه اللحظة أكبر حقل للنيازك على وجه الأرض، وتبلغ مساحته وفقاً للتجارب التي أجريت والصور التي التقطت حوالي أربعمائة كيلومتر مربع. ويشير الدكتور عصام حجي؛ الخبير بمعمل التصوير بالرادار في المشروع العالمي لاكتشاف المياه تحت سطح كوكب المريخ؛ إلى أن اكتشاف حقل النيازك بصحراء مصر قد جاء في إطار الجهود البحثية التي بُذلتْ على مدار أربع سنوات منذ بدء الفريق العلمي (الذي تمول أبحاثه وكالة الفضاء الفرنسية بالتعاون مع وكالة ناسا الأمريكية) مهمته في صحراء مصر الغربية التي تتشابه في طقسها الجاف ورؤيتها الصافية وتضاريسها البيئية مع كوكب المريخ. ويقول د. حجي: تغطي النيازك حوالي 70٪ من مساحة المريخ، وستتيح دراساتنا للصحراء الغربية والصور الرادارية التي التقطناها وتحليل المعلومات والبيانات التي توصلنا إليها إمكانية التعامل في المستقبل مع كوكب المريخ وغيره من الكواكب. وفي اعتقادي أن صحراء مصر الغربية كنز بكل معنى الكلمة يجب الحفاظ عليه واستثماره بحثياً، فهذه الصحراء بوابة لاكتشاف المجموعة الشمسية كلها وليس المريخ فقط! وسنبدأ في الشهور المقبلة بدراسة كوكب المريخ ومحاولة تصوير المياه الكامنة تحت سطحه من خلال مقارنة ما نحصل عليه من صور ونتائج في المريخ مع ما حصلنا عليه من صور ونتائج في صحراء مصر الغربية. وكان الفريق العلمي الفرنسي المصري الذي يشارك فيه الدكتور حجي قد توصل منذ فترة قريبة إلى اكتشاف حقل النيازك الضخم في صحراء مصر على مسافة حوالي ثلاثمائة كيلو متر جنوب غربي واحة الداخلة مستخدماً تكنولوجيا التصوير الراداري عالية التقنية. ويشار إلى أن الدكتور عصام حجي من أبناء كلية العلوم بجامعة القاهرة، وقد حصل من جامعة باريس بفرنسا على الماجستير في الفيزياء الفلكية في عام 1999، وعلى الدكتوراه في علوم الفضاء في عام 2002 عن دراسته «تطوير أداء الرادار الثاقب للأرض لاستكشاف الماء تحت سطح المريخ».