الأكلات الشعبية الرمضانية الجازانية لها طابع خاص، لذلك لا تزال العديد من الأسر تحافظ على الأصالة القديمة في إعداد الوجبات الرمضانية بأيديهم بعيدا عن الوجبات التي تقدم في المطاعم، وهو المذاق والطابع الذي تشتهر به الكثير من الأسر الجازانية، خاصة في القرى والأرياف، ويعد التنور والمركب والمغشات من الأدوات القديمة التي تعتمد على الحطب، حيث تعمل الجدات على مشاركة الأحفاد في تجهيز الأكلات الشعبية الرمضانية بواسطة تلك الأدوات التراثية. تظاهرة فريدة ويشير حسن محمد أنه ومع بداية رمضان تجد الأسرة تستعد لإيجاد مكان مناسب لتلك الأدوات، والتي غالبا ما تكون في فناء البيوت وتوفير كل المستلزمات مثل الحطب والكورسين والورثة (قصب الذرة)، ويبدأ العمل في تجهيز الوجبات الشعبية من بعد صلاة العصر إلى قرب الغروب، حيث تبدأ النساء في إشعال الحطب في تظاهرة فريدة من نوعها وإحضار مستلزمات الطبخ، مثل العيش الحامض والعجين الخاص بعمل اللحوح. عادات الطبخ وأشار حسن إلى حضور الأطفال والصغيرات اللائي يساهمن في مساعدة الأسرة وأخذ التراث من الجدات وتقليدهن في عمل وجبات رمضانية شهية المذاق، مبينا أن عادات الطبخ في المنازل والأكلات الشعبية متوارثة منذ القدم، وأنه لا تزال العديد من الأسر تحافظ عليه، بأصالته ورونقه المميز القديم وهو مظهر من مظاهر رمضان وخاصة صنع الأطعمة في الأواني الفخارية وشرب القهوة في (الجبنة) والماء في الزير والطبخ في التنور والطهي على النار التقليدية الحطب، ومن تلك الأكلات المعروفة المغشات التي يطهى بها اللحم البلدي والحياسي والحلبة والملوخية الطازجة من المزرعة يوميا، والعيش الحامض واللحوح والمرسة، والتي عادة تستخدم في العشاء والمفالت الذي يؤكل في السحور وعيش الدخن والمفتوت وغيرها من الأكلات الرمضانية الشعبية. الأكلات الشعبية فيما يقول يوسف جابر، إن تلك الوجبات سحبت البساط من تحت الأكلات المعمولة في المطاعم، مثل الفول والسمبوسك والشوربة، حيث أصبح الناس يتنافسون على الأكلات الشعبية، ويتفاخرون في إعدادها جيلا بعد جيل، ويحاول الكبار غرسها في نفوس الصغار، وما يميزها أن الجيران يتهادونها فيما بينهم مع مغرب كل يوم في رمضان، فيما يفضل البعض الإفطار الجماعي في ساحات المساجد ليجتمع الكبار والصغار على سفرة واحدة تسودها المحبة والألفة والتكافل الاجتماعي والتي يحضرها القريب والبعيد والمسافر وعابر السبيل.