ما تزال بعض المحافظات في منطقة جازان تتمسك بعاداتها في استقبال شهر رمضان منذ القدم، فالزائر لتلك المحافظات يلاحظ أنها انفردت بتقاليد ارتبطت بها أسر وورثتها عن أجدادها. يقول أحد سكان محافظة الخوبة يحيى الزيلعي: «بحلول شهر رمضان تجد جميع الفئات يتسمون بطباع خاص لهم، فالرجال من كبار السن يقومون بترتيب موقع يجمعهم في المساء لتبادل التهنئة بحلول الشهر الكريم ويتبادلون الأحاديث من بعد صلاة التراويح إلى الساعة الواحدة، وقد يمتد ذلك إلى أوقات السحور». ويبين إبراهيم أبوالغيث أن الشباب في محافظة صبيا يفضلون زيارات الأماكن العامة والاستراحات وشواطئ البحر، وتختلف الهوايات بين لعب الكرة الطائرة التي اقترنت كثيراً في هذا الشهر في حين يفضل الكثير منهم صيد السمك والشواء على الشاطئ. وذكرت وعد محمد من محافظة الدرب أن النساء يستقبلون الشهر الكريم بالأهازيج كما تكثر زيارة النساء لبعضهن وبخاصة كبار السن، وتشهد هذه الزيارات ترديداً للأناشيد في جو يغمره الفرح والسرور، وأشارت إلى أن الكبار لهن أهازيج خاصة، فيما الصغار يقمن بإنشاد أناشيد خاصة بهم. ويقول الخمسيني محمد فتحي كنا وما زلنا نستقبل الشهر الكريم بكل سرور، مشيراً إلى أنه لا يستغني عن الأكلات السابقة التي تعودها مع والده رحمه الله وإخوته، إذ يتم الاستعداد لاستقباله بتأمين الأكلات الشعبية قبل دخول رمضان، مبيناً أن الأكلات المفضلة لدى العامة هي الحياسي بنوعيها، الحلو وهو يتكون من الذرة الخضراء المطحونة والحليب والعسل، والحامض وهو يتكون من (الخمير) الخبز الحامض واللحم والمرق، إضافة إلى أكلات السحور المشهورة مثل الهريسة وتصنع من حبوب القمح واللحم والعسل، والمفالت وهو أيضاً يصنع من الدخن والحليب والعسل والسمن، إضافة إلى العصيد. وأضاف: «على رغم أن معظم الشباب اليوم عزف عن هذه الأكلات إلا أن الكثير ما زال متمسكاً بها ولا يستغني عنها وتقدم في العديد من المناسبات». ويبين محمد عقيلي من أهالي جزيرة فرسان أن الأهالي في الجزيرة يستقبلون الشهر الكريم بالاستعدادات المبكرة، إذ يتم تأمين المستلزمات الخاصة بالطبخ مثل الميفا (التنور) والملحة (فخار يستخدم لطبخ رقائق الخبز واللحوح) إضافة إلى مستلزمات المنازل التي تشتهر في شهر رمضان. ويضيف: «لا يكاد أي موقع من الجزيرة يخلو من المارة، رجالاً ونساء وأطفالاً مساء لزيارة الأهالي والجيران لتهنئتهم بدخول الشهر الكريم وللحديث الودي بينهم، ويتسامرون إلى قرب موعد السحور للعودة إلى منازلهم، وبعد الانتهاء من طهي السحور يتم إهداء بعض منه للأهل في عملية تبادل أصناف متنوعة لتقديمه في وجبة السحور». وأشار إلى أن الإفطار يتسم بأنواع كثيرة من المأكولات، ويتم أيضاً التبادل في ما بيننا وأهالينا وجيراننا، مفيداً أن هناك تنسيقات للإفطار الجماعي للكثير من أهالي الجزيرة في موقف يعزز المودة والتآلف بين أفراد الجزيرة. ويشير إلى أن عدداً من الشباب يركبون البحر لعمليات الصيد في المساء، فيما يفضل مالكو القوارب نزهة بحرية مع عائلاتهم بعد التراويح. فيما يبين محمد علوان أحد سكان محافظة أبي عريش أن يوم الأربعاء تشتهر به المحافظة، إذ يتم فتح سوق أسبوعية في هذا اليوم يزورها جميع سكان المنطقة وزوار من خارج المنطقة، إذ شهدت كثافة متسوقين في حين تم تأمين عرض العديد من أدوات ومستلزمات شهر رمضان الشعبية والحديثة. وأشار إلى أن أكثر المستلزمات مبيعاً هي الأواني الفخارية كالتنانير والمهاجين ومطاحن الذرة والفناجيل، إذ يقوم كثير من الباعة المحليين واليمنيين الذين يجلبون مهم الكثير من المستلزمات لبيعها في السوق مثل البن والهيل والزبيب. وأضاف: «ليست أبو عريش الوحيدة التي تشتهر بسوق أسبوعية فهناك أحد المسارحة يوم الأحد، وصامطة سوقها يوم الاثنين، والثلثاء سوق صبيا، فيما يوم الخميس سوق العارضة، وفي السابق كانت سوق الخوبة أيضاً وننتظر افتتاحها قريباً».