لا تتوقعوا أني سأحدثكم عن الحب منسوبا إلى العجائز، وإنما هو اسم أشجار فرسانية، أراد الفرسانيون التعبير عن شعورهم تجاهها فأطلقوا عليها هذا الاسم الطريف الذي يحمل من المعاني ما يحمله ويثير في النفوس ما يثير من نفور معتاد من العجائز يقابله تشبث بالغ منهم !!. الأستاذ إبراهيم عبدالله مفتاح الأديب والشاعر الفرساني المعروف له كتاب بعنوان (أدب الأشجار ومنافعها في جزيرة فرسان) تطرق فيه لذكر نباتات كثيرة تنمو في جزر فرسان من بينها شجرة أطلق عليها الناس اسم (حب العجايز) وقد توقف المؤلف عند هذا الاسم الطريف ليبحث له عن تعليل فذكر أن هذه الشجرة التي ترعاها الأغنام والماعز هي من فصيلة الحشائش ولها شوك شديد التعلق بالملابس تصعب إزالته منها حتى بعد الغسل والكي وربما لشدة تعلق شوك الشجرة بالملابس شبهت بذلك النوع من الحب. حين وقعت عيني على عنوان هذا الكتاب (أدب الأشجار ومنافعها في جزيرة فرسان) ظننت للوهلة الأولى (ربما لأن المؤلف شاعر وأديب) أني سأجد حصرا للأبيات التي تغنت بالأشجار والنباتات، أو حصرا للأمثال والتشبيهات التي ارتبطت بأنواع النبات، لكني وجدت مضمونا مختلفا عما ظننت، فالكتاب أقرب لأن يكون موسوعة مصغرة لأنواع الأشجار والنباتات التي تنمو في جزر فرسان، احتوى على وصف لما يقارب خمسين نوعا من الأشجار والنباتات التي تنمو في تلك الجزر وأكثرها من المشهور والمعروف في مناطق أخرى من الجزيرة العربية مثل شجر الأراك والبشام والخزامى والحناء والتين والصبار والحنظل والدوم والريحان والسدر والسلم والشيح وغيرها.. لكن هناك أيضا نباتات أخرى قد تكون فرسان متفردة بها وبعضها له أسماء طريفة من البيئة الشعبية مثل الكعابيش والكدش ولسان الكلب وكور العبيد والمرح والدبى والتورية وغيرها. ويستشهد المؤلف على ثراء فرسان بالنباتات الغريبة وتعدد أنواعها بما ذكرته عالمة النباتات البريطانية شيلا كولينيت التي ألفت كتابا عن أنواع الزهور في المملكة بعنوان (الأزهار في المملكة العربية السعودية) ورصدت فيه من أنواع الزهور في مختلف مناطق المملكة ما يزيد على ألف وسبعمائة زهرة ذكرت من بينها عشرة أنواع من الزهور الفرسانية قالت عنها إنها غير موجودة في بقية أنحاء العالم وعدتها اكتشافا علميا جديدا أهدته للمتحف الملكي البريطاني للنبات.. كتاب إبراهيم مفتاح إضافة إيجابية لفرسان، يستحق مؤلفه الشكر على سعيه نحو التعريف بجزيرته معتمدا على مصادر أولية تسندها معرفته الشخصية بالمكان وأهله. فرسان مازالت أرضا بكرا تنتظر لقاء الباحثين الذين يستهويهم الغوص للكشف عن مكنوناتها واستخراج المطمور من كنوزها العلمية والمادية كما مثل لها المؤلف: «طيورها وأسماكها المهاجرة وآثارها التاريخية وكتاباتها المسمارية الجنوبية وتاريخها المجهول وموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومناجمها» . فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة