اعتبر السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون المنطقة العربية أن استقالة المبعوث الأممى العربى كوفي عنان كانت متوقعة منذ فترة من الوقت نظرا لأن الوضع فى سورية يسير فى اتجاه عكسى لاتجاه خطته وإرادة المجتمع الدولي ولذلك لم يكن هناك معنى لاستمرار مهمته بعد أن بات فى حكم المستحيل تحقيق أي من النقاط الست التى أسس عليها عنان مهمته. وانتقد السفير ماك موقفي روسيا والصين لافتا إلى أن الدولتين أخرجتا عنان من مهمته بسبب رفضهما لأى تحرك جاد من قبل مجلس الأمن الدولي لحل المشكلة السورية وأن هذا الذي حدا بالمجتمع الدولي خاصة الدول العربية وعلى رأسها المملكة إلى التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار يمكن أن يحدد معه أبعاد المرحلة المقبلة وإلقاء المسؤولية فى ذلك على المجتمع الدولي بعدما فشل مجلس الأمن الدولي فى التوصل إلى قرار قد يقود إلى الحل. وأضاف أن الآلية التي يعمل بها مجلس الأمن حاليا تزيد من خطر استشراء الحرب فى سورية وهو ما يحدث بالفعل بينما يقف المجلس عاجزا عن اتخاذ موقف لإنهاء العنف. ورأى ماك أن استقالة عنان لن تغير كثيرا لما يجري على أرض الواقع فى سورية وأن تعيين مبعوث آخر بديل لعنان لن يغير شيئا، معتبرا أن الأزمة هي أزمة تمسك بالحكم وسوف تظل الحرب مندلعة بين النظام والمعارضة حتى تستقر الأوضاع للأقوى. ومن جهته قال السفير هيكتور ميجيا مندوب جمهورية الدومينكان لدى الأممالمتحدة ل«عكاظ» أن استقالة عنان من منصبه تزيد من مسؤولية الأممالمتحدة فى معالجة الموقف المتأزم فى سورية وأنها تحمل المجتمع الدولي من جديد مسؤولية إيجاد حل جاد وحاسم . وتابع أن استقالة عنان جاءت مخيبة للآمال حيث إن الأسرة الدولية كانت تعول على جهوده فى مواصلة العمل من أجل التوصل إلى وقف أعمال العنف بعدما صدم العالم في قرارات مجلس الأمن الدولي التي لم تصدر بعد استخدام روسيا والصين لحق الفيتو، لكنه رأى أن وجود قرار صادر من المنظمة الدولية بضرورة استكمال مهمة عنان من خلال تعيين مبعوث جديد يطمئن المجتمع الدولي على أهمية وجود دور فاعل للأمم المتحدة لمعالجة الأزمة السورية وهو ما سوف تسفر عنه هذه الجهود مع تضافر من قبل المجتمع الدولي والعمل معا على التوصل إلى أفضل السبل لمعالجة الأزمة السورية، وأن دور مبعوث جديد يحل محل عنان في مهمته سوف تكون بمثابة تصحيح لمسار مسؤولية مجلس الأمن الدولي عن معالجة الأزمة السورية.